حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

· (لولا) على أربعة أوجه:

صفحة 160 - الجزء 2

  تنبيه - ليس من أقسام «لولا» الواقعة في نحو قوله [من الطويل]:

  ٤٤٦ - ألاَ زَعَمَتْ أَسْمَاءُ أنْ لا أُحِبُهَا ... فَقُلْتُ: بَلَى لَوْلَا يُنَازِعُنِي شُغْلِي

  لأن هذه كلمتان بمنزلة قولك: «لو لم» والجواب محذوف، أي: لو لم ينازعني شُغلي لززتك. وقيل: بل هي «لولا» الامتناعيَّة، والفعل بعدها على إضمار «أن» على حد قولهم: «تَسْمَع بالمُعَيْدِيَّ خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَرَاه».

  · (لوما): بمنزلة «لولا»، تقول: «لوما زيد لأكرمتك»، وفي التنزيل: {لَوْ مَا تَأْتِينَا بِالْمَلَائِكَةِ}⁣[الحجر: ٧]. وزعم المالقي أنها لم تأتِ إلا للتحضيض، ويرده قول الشاعر [من الكامل]:


  قوله: (ليس من أقسام الخ) أي: لأنها ليست امتناعية لدخولها على الفعل ولا تحضيضية ولا توبيخية إذ لا معنى له قوله: (ألا زعمت الخ) مطلع قصيدة لأبي ذؤيب الهذلي منها:

  فإن تزعميني كنت أجهل فيكم ... فإني شريت الحلم بعدك بالجهلِ

  فتلك خطوب قد تملت شبابنا ... قديماً فتبلينا المنون وما نبلي

  وتبلى الأولى يستلئمون على الأولى ... تراهن يوم الروع كالحدا القبل

  وتملى بالشيء استمتع به ويستلئمون أي: يلبسون اللأمة وقوله على الأولى، أي: حالة وكونهم راكبين على الخيل الأولى والحدأ كعنب جمع ذات حدأة، والقبل بوزن حمر ذات القبل الحول وزنا معنى لإقبال كل عين على الأخرى في الطيران. قوله: (أن لا أحبها) بنصب أحب إذا اجعلت أن المصدرية الناصبة للفعل المضارع ويصح الرفع إذا جعلتها مخففة واسمها ضمير الشأن فإنه يجوز فيها الأمر ان وشرط جواز الأمرين موجود وهو تقدم الزعم.

  (لوما) أي: في إفادة ربط امتناع الجواب بوجود الشرط وفي الاستعمال للعرض والتحضيض والتوبيخ. قوله: (لو ما تأتينا) هي هنا للتحضيض. قوله: (ويردة قول للشاعر) أي: لأنها هنا للتعليل والربط لا للتحضيض.


٤٤٦ - التخريج: البيت لأبي ذؤيب الهذلي في (خزانة الأدب ١١/ ٢٤٦، ٢٤٧؛ وشرح أشعار الهذليين ١/ ٨٨؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٦٧١؛ والمقاصد النحوية ١/ ٤٤٥، ٢/ ٣٨٩؛ وبلا نسبة في الجني الداني ص ٦٠٧؛ والدرر ٢/ ٢٨؛ ولسان العرب ٤/ ٥٤٥ (عذر)؛ وهمع الهوامع ١/ ١٠٥).

اللغة: ينازع: يخاصم أو يشغل.

المعنى: كيف تقولين إني لا أحبك؟! ولكن أعمالي ومعيشتي تؤخرني عن زيارتك.