· (سوف) مرادفة للسين
  ذلك كائن لا محالة وإن تأخر إلى حين؛ وصرّح به في سورة براءة فقال في: {أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ}[التوبة: ٧١]: السين مُفيدة وجودَ الرحمة لا محالة، فهي تؤكد الوعد كما تؤكد الوعيد إذا قلت «سأنتقم منك».
  · (سوف) مرادفة للسين، أو أوْسَعُ منها على الخلافِ، وكأن القائل بذلك نظر إلى أن كثرة الحروف تدل على كثرة المعنى، وليس بمُطَّرِد، ويقال فيها: «سَفَ» بحذف الوَسَطِ، و «سَوْ» بحذف الأخير، و «سَيْ» بحذفه وقَلْبِ الوسط ياء مبالغة في التخفيف، حكاها صاحب المحكم.
  وتنفرد عن السين بدخول اللام عليها نحو: {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى ٥}[الضحى: ٥]، وبأنها قد تُفْصَلُ بالفعل المُلْغَى، كقوله [من الوافر]:
  قوله: (وصرح به) أي: دل عليه دلالة واضحة لأنه صرح بوجهة. قوله: (فهي تؤكد الوعد) أي: لأنها بمعناه فهي تؤكده حينئذ.
  (سوف). قوله: (مرادفة للسين) أي: عند الكوفيين وقوله مرادفة للسين أي في الدلالة على الاستقبال وليست المدة معها أوسع من المدة في السين بل هما مستويان. قوله: (أو أوسع منها) أي: بأن الزمان المستقبل معها أوسع منه مع السين. قوله: (وكأن القائل بذلك) أي: البصريين. قوله: (وليس بمطرد) أي: وليس الذي نظر إليه هذا القائل بمطرد أي كما حاذر اسم فاعل وحذر صيغة مبالغة فإنها تدل على الكثرة دونه مع أن الثاني أقل حروفاً من الأول، وقد يجاب بأن هذه القاعدة إذا كان اللفظان من نوع واحد بأن يكون كل منهما اسم فاعل كصد وصيديان أو فعلاً ماضياً كقطع بتخفيف الطاء وقطع بتشديدها أو صيغة مبالغة كريم ورحمان وما ذكر أحدهما صيغة مبالغة والآخر اسم فاعل. قوله: (وسو بحذف الأخير) حكى هذه اللغة الكوفيون وأنشدوا عليها شاهداً قول الشاعر:
  فإن أهلك فسوف تجدون بعدي ... وإن أسلم يطب لكم المعاش
  قال بعضهم: هو شاذ أو حذف الفاء ضرورة ورد بأن الكسائي نقل عن أهل الحجاز سو أفعل بحذف الفاء في غير ضرورة فدل على أنها لغة قوله: (بحذفه) أي: الأخير وقوله: وقلب الوسط أي: وهو الواو ياء قوله: (مبالغة في التخفيف) أي: لأن الياء أخف من الواو؛ لأن الياء فيها أعمال الشفة السفلى. قوله: (حكاها) يحتمل الأخيرة أو الثلاثة. قوله: (وتنفرد) أي: سوف قوله: (بدخول اللام عليها) أي: ولا تدخل اللام على السين قيل لئلا يجتمع حرفان موضوعان على حرف واحد مفتوحات زائدان على الكلمة ولشدة اتصال بعضهما ببعض واتصالهما بالكلمة ربما أدى ذلك في بعض الكلمات إلى اجتماع أكثر من أربع متحركات نحو لنكلم فتثقل الكلمة فطرحوا دخول اللام على السين لذلك اهـ. دماميني. قوله: (وبأنها) أي: وتنفرد سوف عن السين بأنها الخ. قوله: (قد تفصل بالفعل الملغى) أي: ولا يجوز ذلك في السين وهو دليل على أشدية اتصالها