حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

وأما قول الزمخشري

صفحة 345 - الجزء 3

  قيل له: ما شأنه؟ فقال: نعم الرجل، فقال مثل ذلك مع تقدم المخصوص، وإنما أراد أن تعلق المخصوص بالكلام تعلّق لازم؛ فلا تحصل الفائدة إلا بالمجموع قَدَّمْتَ أو أخرت.

  وجوز ابن عصفور في المخصوص المؤخَّر أن يكون مبتدأ حذف خبره، ويرده أن الخبر لا يحذف وجوباً إلا إن سَدَّ شيءٌ مَسَدَّه، وذلك وارد على الأخفش في «مَا أَحْسَنَ زَيْداً».

  وأما قول الزمخشري في قول الله ø: {قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ}⁣[فصلت: ٤٤]: إنه يجوز أن يكون تقديره: هو في آذانهم وقر؛ فحذف المبتدأ، أو في آذانهم منه، وقر والجملة خبر «الذين»، مع إمكان أن يكون لا حَذْفَ فيه؛ فوجهه أنَّه لما رأى ما قبل هذه الجملة وما بعدها حديثاً في القرآن قدر ما بينهما كذلك، ولا يمكن أن يكون حديثاً في القرآن إلا على ذلك، اللهم


  التي ظاهرها ان الكلام مع فعل المدح أو الذم إذا كان المخصوص متأخراً جملتان ثانيتهما جواب عن سؤال مقدر حذف مبتدؤها وبقي خبرها، قال أيضاً عبارة ظاهرها أن الكلام المخصوص المتقدم جملتان ثانيتهما جواب عن سؤال مقدر ولم يقل أحد إن المخصوص إذا تقدم يكون خبراً لمحذوف. قوله: (وإنما أراد) أي: سيبويه بالعبارتين وهذا جواب عما يقال إذا لم يرد سيبويه بهذا الكلام ظاهره من أنه خبر لمحذوف فماذا أراد به. قوله: (بالكلام) أي: بالجملة التي قبله أو بعده قوله: (إلا بالمجموع) أي: مجموع جملة المدح والذم والمخصوص، وقوله قدمت أي المخصوص أو أخرته وهذا يفيد أن المخصوص مبتدأ والجملة قبله أو بعده خبره قوله: (وجوز الخ) هذا قول ثالث. قوله: (في ما أحسن زيداً) حيث قال إن الخبر محذوف بناءً على أن ما موصولة أو نكرة موصوفة وما بعدها صلة أو صفة لها. قوله: (وأما قول الزمخشري (الخ) جواب عما يقال كيف يكون الإعراب المخالف للظاهر خطأ مع إن الزمخشري قد ارتكبه في هذه الآية، وحاصل الجواب أنه إنما ارتكبه لمقتض وهو توافق هذه الجملة لما قبلها وما بعدها ومخالفة الظاهر لمقتض غير خطأ قوله: (قل هو) أي: القرآن فهو مبتدأ خبره هدى وشفاء، وقوله للذين آمنوا متعلق بالخبر أو بمحذوف أي بالنسبة للذين آمنوا قوله: (تقديره هو في آذانهم وقر) أي: فهو مبتدأ وفي آذانهم حال من وقر بعده الواقع خبراً عن هو والجملة خبر الذين لا يؤمنون.

  قوله: (أو في آذانهم منه وقر) عطف على قوله هو أي تقديره هو الخ أو تقديره في آذانهم منه وقر فقوله في آذانهم خبر مقدم ووقر مبتدأ مؤخر ومنه حال من وقر أي حالة كون الوقر كائناً. من القرآن قوله: (حديثاً في القرآن) أي: كلاماً في شأن القرآن وقوله ما