حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

· (رب) حرف جر،

صفحة 366 - الجزء 1

حرف الراء

  · (رب) حرف جر، خلافاً للكوفيين في دعوى اسميته، وقولهم إنه أخبر عنه في قوله [من الكامل]:

  إن يَقْتُلُوكَ فَإِن قَتْلَكَ لَمْ يَكُنْ ... عَاراً عَلَيْكَ، وَرُبِّ قثل عَارُ

  ممنوع، بل «عارُ» خبر لمحذوف، والجملة صفة للمجرور، أو خبر للمجرور؛ إذ هو في موضع مبتدأ كما سيأتي.

  وليس معناه التَّقليل دائماً، خلافاً للأكثرين ولا التَّكثير دائماً، خلافاً لابن دُرُستويه وجماعة، بل ترد للتكثير كثيراً وللتقليل قليلاً.

  فمن الأول {رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ ٢}⁣[الحجر: ٢]، وفي


حرف الراء

  رب: قوله: (خلافاً للكوفيين في دعوى اسميته) أي: وبني لأنه لإنشاء عندهم التقليل أو التكثير والإنشاء بالحرف أغلب وأيد الرضى مذهب الكوفيين بأنها نظير كم وهي اسم فكما أن معنى كم رجل كثير من هذا الجنس معنى رب رجل قليل من هذا الجنس، لكن رأى البصريون أنها لا تدخل عليها علامات الأسماء بخلاف كم فيدخل عليها حرف الجر ويضاف إليها نحو بكم درهم وغلام كم رجل. قوله: (وقولهم) مبتدأ خبره قوله ممنوع قوله: (وقولهم) أي: في الدليل على اسميتها. قوله: (أنه أخبر عنه) أي: وكل ما أخبر عنه اسم فيقولون في البيت إن رب مبتدأ وقتل مضاف إليه وعار خبر. قوله: (صفة للمجرور) أي: وخبر المبتدأ الذي هو المجرور محذوف أي رب هو قتل هو عار حاصل. قوله: (إذ هو في موضع مبتدأ) أي: هنا لما سيأتي أن مجرورها تارة يكون في محل رفع أو نصب. قوله: (إذ هو في موضع مبتدأ) أي: ورب في حكم الزائد فلا يضر جره للمبتدأ والمسوغ للابتداء بالنكرة الوصف المقدر أي رب قتل ذميم بقرينة قوله عار. قوله: (بل ترد للتكثير الخ) لم يبين هل ذلك بحسب الوضع إلا وقال الرضى التقليل أصلها، ثم استعملت في التكثير حتى صارت فيه كالحقيقة وفي التقليل كالمجاز المحتاج لقرينة ولبعضهم إن رب لمجرد الإثبات والتقليل والتكثير بالقرائن.

  قوله: (فمن الأول) أي: فمن ردها للأول وهو التكثير. قوله: (ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين) أي: إنهم يتمنون الإسلام كثيراً لما شاهدوا فيه من نجاة المسلمين وإكرامهم وما يحصل للكفار من العذاب ومن قال إنها للتقليل يقول إنهم تدهشهم أهوال القيامة فلا يفيقون إلا قليلاً، فإذا فاقوا تمنوا ذلك اهـ تقرير دردير.