حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

تنبيه - ليس من أقسام «إما»

صفحة 170 - الجزء 1

  أي: إما بدار، والفرَّاء يَقيسُه، فيُجيز «زيد يقومُ وإما يقعد» كما يجوز «أو يقعد».

  تنبيه - ليس من أقسام «إما» التي في قوله تعالى: {فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا}⁣[مريم: ٢٦]، بل هذه «إن» الشرطية و «ما» الزائدة.

  · (أو) - حرف عطف، ذكر له المتأخرون معاني انتهت إلى اثني عشر.

  الأول: الشك، نحو: {لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ}⁣[المؤمنون: ١١٣] و [الكهف: ١٩].

  والثاني: الإبهام، نحو: {وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ٢٤}⁣[سبا: ٢٤] الشاهد في الأولى، وقول الشاعر [من الخفيف]:

  ٨٧ - نَحْنُ أَوْ أَنتُمُ الألَى أَلِفُوا الحَقْقَ، ... فَبُعْداً لِلْمُبطلين وسحقا


  قوله: (كما يجوز أو يعقد) ظاهره إنه لا يحتاج إلى تقدير إما قبل المعطوف وهو ظاهر قول ابن أم قاسم في الجني الداني، وأجاز الفراء أن لا تتكرر وأن تجري مجرى أو فإن كان هذا هو المراد نافاه ظاهر قوله والفراء يقيسه إذ هذا الضمير المنصوب عائداً إلى الاستغناء عنها لفظاً، والفراء على ظاهر كلامهم يرى إنها مستغنى عنها البتة لفظاً وتقديراً فتأمله اهـ دماميني. وأجاب شيخنا الدردير بأن في كلامه استخداماً ولا منافاة ولا شيء. قوله: (ليس من أقسام أما الخ) أي: ولو كانت أياً لم يكن ثم وجه لتأكيد الفعل بالنون. قوله: (بل هي أن الشرطية وما الزائدة) ولذلك أكد الفعل وجوابها حينئذ قوله فقولي إني نذرت. (أو) قوله: (أحدها الشك) أي: من جهة المتكلم قوله: (لبثنا الخ) الحاصل إنهم استبعدوا مدة لبثهم في الدنيا بالإضافة إلى دخلوهم في العذاب واستقلوها بحيث شكوا فيها، هل هي يوم أو بعض يوم. قوله: (الإبهام) هو إخفاء المتكلم مراده على السامع.

  قوله: (الشاهد في أو الأولى) الحق أن الشاهد في الثانية أيضاً، والمعنى وأن أحد الفريقين منا ومنكم لثابت له أحد الأمرين كونه على هدى أو كونه في ضلال مبين، أخرج الكلام مخرج الاحتمال مع العلم بأن من وحد الله تعالى فهو على الهدى، وأن من عبد غيره من جماد أو غيره فهو في ضلال مبين. اهـ تقرير دردير، ويمكن أن يقال مراد المصنف أن الأصل الإبهام حصل بالأولى فلا ينافي أن الثاني تأكيده فهو إبهام على إبهام. قوله: (الشاهد في أو الأولى) وجهه الشمني بأن الإبهام قدر زائد على الشيئين أي لا بد فيه من قصد الإلباس فليعتبر ذلك في الأولى لسبقها ولدخول لها في المحكوم عليه المقصود بالإبهام، ثم لا حاجة في اعتباره في الثانية ألا ترى إنها لو لم تأت الثانية بأن قيل إنا وإياكم لعلي هدى، كان الإبهام حاصلاً ولكن الظاهر ما قاله الدماميني من أن الإبهام في الثانية أيضاً. قوله: (نحن أو أنتم الأولى الخ) أي أحد الفريقين منا ومنكم ثابت له الفة


٨٧ - التخريج: البيت بلا نسبة في (شرح شواهد المغني ١/ ١٩٤).

اللغة: ألفوا الحق: اعتادوه لكثرة فعلهم له. المبطلون: أصحاب الباطل. بعداً وسحقاً: كلمتا =