تنبيه - من العطف على المعنى على قول البصريين
  [البقرة: ٢٥٩] إنه على معنى: أرأيت كالذي حاج أو كالذي مرَّ؛ ويجوز أن يكون على إضمار فعل: أي: أو أرأيت مثل الذي فحذف لدلالة {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ}[البقرة: ٢٥٨] عليه؛ لأن كليهما تعجب؛ وهذا التأويل هنا وفيما تقدم أولى، لأنَّ إضمار الفعل لدَلالة المعنى عليه أسْهَلُ من العطف على المعنى؛ وقيل: الكافُ زائدة، أي: ألم تر إلى الذي حاج أو الذي مرّ؛ وقيل: الكاف اسم بمعنى «مثل» معطوف على «الذي»، أي: ألم تنظر إلى الذي حاج أو إلى مثل الذي مر.
  تنبيه - من العطف على المعنى على قول البصريين نحو: «لأَلْزَمَنَكَ أَوْ تَقْضِينَنِي حقي» إذ النصب عندهم بإضمار «أن» و «أن» والفعل في تأويل مصدر معطوف على مصدر متوهم، أن ليكونَنَّ لزوم مني أو قضاء منك لحقي؛ ومنه {تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ}[الفتح: ١٦] في قراءة أبي بحذف النون؛ وأما قراءة الجمهور بالنون فبالعطف
  قوله: (إنه على معنى أرأيت الخ) أي: أرأيت مثل الذي حاج وأرأيت مثل الذي مر فعطف أو كالذي مر على الذي حاج لتوهم أن الأصل أرأيت كالذي حاج وفيه أن هذا عطف مفردات فهو خارج عن قوله، وأما في المركبات وأجاب شيخنا بأننا ولنا ألم تر إلى الذي بأرأيت كالذي فأول مركب بمثله، وإن كان العطف في المفردات فقول المصنف، وأما في المركبات معناه وأما وقوعه في المركبات وهو صادق بكونه في المفردات التي هي أجزاء المركب وأن المعطوف نفس المركب تأمل اهـ تقرير دردير قوله: (على إضمار فعل) أي: ويكون من عطف جملة ماضوية على جملة مضارعية.
  قوله: (لأن كليهما تعجب) أي: لأن الاستفهام فيهما للتعجب فصح الحذف أي تعجب من هذين الأول ادعى المشاركة الله والثاني استبعد أن الله يحيي الموتى اهـ تقرير دردير. قوله: (وفيما تقدم) وهو ومن آياته أن يرسل الرياح الخ. قوله: (وقيل الكاف زائدة) أي: وعليه فالذي عطف على الذي حاج وقوله زائدة المناسب صلة وهذا القول نعيد لأن دعوى الزيادة في القرآن خلاف الأصل قوله: (وقيل الكاف اسم بمعنى مثل) وعلى هذا فالتعجب الأول من الأول فقط والتعجب الثاني من الثاني وأمثاله لأن له نظائر لأن استبعاد إيجاد الموتى واقع من أشخاص كثيرة بخلاف محاجة إبراهيم فإنما وقع من نمروذ فقط. قوله: (نحو لألزمنك الخ) المراد بنحو كل فعل مضارع وقع بعد أو التي بمعنى إلى أو إلا أو وقع بعد فاء السببية أو واو المعية في الأجوبة الثمانية أو وقع بعد الواو أو الفاء أو ثم، وكانت مسبوقة باسم خالص من التأويل بالفعل فالبصريون يقولون إن الفعل في هذه المواضع منصوب بأن مضمرة والحرف المذكور عاطف للمصدر المنسبك من أن. والفعل على مصدر متوهم والكوفيون يقولون إن الناصب الحرف المذكور ولا عطف أصلاً فالحرف المذكور غير عاطف قوله: (بإضمار إن) أي: وأما الكوفيون فالناصب عندهم نفس أو فلا يتأتى هذا قوله: (تقاتلونهم أو يسلموا أي: ليكن منكم قتال لهم أو إسلام