حذف التنوين
  فيمن رواه برفع «إسار ومنة»، وأما من خفض فبالإضافة، وفَصَلَ بين المتضايفين بـ «إما»؛ فلم ينفك البيت عن ضرورة، واختلف في قوله [من الخفيف]:
  ٨٨٠ - [رُبَّ حَيْ عَرَنْدَسِ ذِي طَلال] ... لا يَزَالُونَ صَارِبِينَ الْقِبَابِ
  فقيل: الأصل ضاربين ضاربي القباب، وقيل للقباب كقوله [من الطويل]:
  إذَا قِيلَ أيُّ النَّاسِ شرُّ قَبِيلَةٍ ... أَشَارَتْ كُلَيْبِ بِالأكف الأَصَابِعُ
  وقيل: «ضاربين» مُعْرَب إعراب «مساكين»، فنصبه بالفتحة، لا بالياء.
حذف التنوين
  يُحذف لزوماً لدخول «أل»، نحو: «الرَّجُل»، وللإضافة، نحو: «غُلامك»، ولشبهها، نحو: «لا مَالَ لِزَيْدِ»، إذا لم تُقدَّر اللام مُقْحَمة؛ فإن قُدرت فهو مضاف، ولمانع الصرف، نحو: «فَاطِمَة»، وللوقف في غير النصب، وللاتصال بالضمير،
  فحذفت النون للضرورة إذ لا إضافة حينئذ لأن أسار مبتدأ والخطة الخصلة والأمر وقد ثلثهما بخصلة أخرى بقوله بعد:
  وأخرى أصادي النفس عنها وانها ... لمورد حزام إن فعلت ومصدرُ
  فرشت لها صدري فزل عن الصفا ... به جؤجؤ عبل ومتن مخصرُ
  أراد بهذه الخصلة التي ذكرها الفرار بالحيلة والمصاداة تدبير الشيء وتفان رأيه والصفا الحجر الأملس والجؤجؤ بجيمين وهمزتين الصدر وعبل ضخم والمتن الظهر ومخصر دقيق. قوله: (لا يزالون الخ) صدره رب حي عرندس ذي طلال قوله: (ضاربين) أي: فالإضافة موجودة ولم تحذف النون. قوله: (ضاربي القباب) أي: فحذف المضاف وأبقى المضاف إليه على حاله قوله: (معرب إعراب مساكين) أي: أنه بالحركات على النون مع لزوم الياء لا أنه معرب بالياء فالنون حينئذ متلوة بالإعراب لا تالية له، والنون إنما تحذف للإضافة إذا كانت تالية له قوله: (فنصبه بالفتحة) أي: فتحة النون أي فالنون على هذا متلوة للإعراب لا تالية له قوله: (فهو مضاف) أي: والنون حينئذ محذوفة للإضافة. قوله: (وللوقف في غير النصب) أي: وأما فيه فلا يحذف بل يبدل
٨٨٥ - التخريج: البيت بلا نسبة في (تخليص الشواهد ص ٧٥؛ وخزانة الأدب ٨/ ٦١؛ والدرر ١/ ١٣٦؛ وشرح الأشموني ١/ ٣٧؛ وشرح التصريح ١/ ٧٧؛ والمقاصد النحوية ١/ ١٧٦؛ وهمع الهوامع ١/ ٤٧).
شرح المفردات العرندس: من الإبل الشديد، وهو أيضاً: الأسد. وحي عرندس: أي منيع. الطلال: الحسن والجمال. القباب: ج القبة، وهي الخيمة.
المعنى: يقول: إنه حي عزيز الجانب، خصيب، لا يستطيع أحد أن يزحزحهم عنه لأنهم أشداء لا يهابون الموت.