التاسع: وجوب التصدير
  فـ «أي»: مفعول مطلق ناصبه «ينقلبون»؛ و «يعلم»: معلقة عن العمل بالاستفهام؛ وقال [من الطويل]:
  سَتَعْلَمُ لَيْلَى أَي دَيْنِ تَدَايَنَتْ ... وَأَيُّ غَرِيم لِلتَّقَاضِي غَريمُهَا
  «أتي» الأولى واجبة النصب بما بعدها كما في الآية، إلا أنها هنا مفعول به، كقولك: تداينت مالاً لا مفعول مطلق؛ لأنها لم تُضَف لمصدر؛ والثانية واجبة الرفع بالابتداء مثلها في {لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى}[الكهف: ١٢]، {وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا}[طه: ٧١].
  التاسع: وجوب التصدير، ولهذا وجب تقديم المبتدأ في نحو: «غُلامُ مَنْ عِندَكَ»، والخبر في نحو: «صَبِيحَةَ أَي يوم سَفَرُكَ»، والمفعول في نحو: «غُلامَ أَيْهِمْ أَكْرَمْتَ»، ومن ومجرورها في نحو: «مِنْ غُلامِ أَيهِمْ أنت أفضَلُ»؛ ووجب الرفع في نحو: «عَلِمْتُ أَبُو مَنْ زَيْدٌ»، وإلى هذا يشير قول بعض الفضلاء [من الطويل]:
  (وأي غريم) أي: مبتدأ وغريمها خبره قوله: (لا مفعول مطلق) قد تقدم صحته بحمل الدين على التداين وعلى ما ذكره المصنف فالبيت ليس مما الكلام فيه إذا لم يكتسب المضاف شيئاً. من المضاف إليه. قوله: (لأنها لم تضف لمصدر) أي: وإنما أضيفت لاسم ذات قوله: (غلام من عندك) غلام مبتدأ ومن مضاف إليه وعندك خبر. قوله: (صبيحة) خبر مقدم منصوب على الظرفية وهو واجب التصدير لإضافته لواجب التصدير وسفرك مبتدأ. قوله: (من غلام أيهم الخ) الجار والمجرور متعلق بأفضل الواقع خبراً عن أنت وتقديم من ومجرورها هنا على عاملها واجب لإضافة المجرور لواجب التصدير قوله: (أبو من) مبتدأ مقدم وزيد خبراً والعكس ووجب رفع أبو لإضافته لواجب الصدارة فلذا علق علم عن العمل ولم يقل أبا من والجملة في محل نصب سادة مسد مفعولي علم. قوله: (وإلى هذا) أي: إلى ما ذكر من وجوب التقديم والرفع هذا هو الأتم معنى ويحتمل وإلى الرفع. قوله: (بعض الفضلاء) هو الشيخ أمين الدين العروضي المحلي.
  قوله: (فرفع أبو من) أي: من قولك علمت أبو من زيد فلما أضيف لواجب التصدير وجب رفعه وإن كان أصله النصب. قوله: (يبين قوله الخ) فيه أنه لا أن يكون خبراً يصح عن المبتدأين المتعاطفين وعن أحدهما أما الأول فلعدم المطابقة إذ لم يقل يبينان، وأما الثاني فلاشتمال الجملة على قيد لا تعلقه بكل منهما، وذلك لأن رفع أبو من لا يبين يصح قوله مغرياً ومحذراً بل مغرياً فقط، وكذا خفض مزمل لا يبينهما بل يبين محذراً فقط فكيف السبيل إلى تصحيح الكلام والجواب أن يجعل قوله مغرياً ومحذراً قيد المحذوف لا للمذكور ويجعل قوله يبين بلا قيدا خبراً عن أحدهما وخبر الآخر محذوف والتقدير على أن يكون الحذف من الثاني مثلاً فرفع أبو من يبين قولي وخفض مزمل كذلك هما يبينان