حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

حذف المفعول

صفحة 416 - الجزء 3

  «عَرَض»، وأصله: «عن».

حذف المفعول

  يكثر بعد «لو شئت»، نحو: {فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ ١٤٩}⁣[الأنعام: ١٤٩]، أي: فلو شاء هدايتكُمْ؛ وبعد نفي العِلْم ونحوه، نحو: {أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ ١٣}⁣[البقرة: ١٣]، أي: أنهم سفهاء، {وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لَا تُبْصِرُونَ ٨٥}⁣[الواقعة: ٨٥]، وعائد على الموصول، نحو: {أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولًا ٤١}⁣[الفرقان: ٤١]، وحذف عائد الموصوف دون ذلك، كقوله [من الوافر]:

  [حَمَيْتَ حِمَى تِهَامَةَ بَعْدَ نَجْدِ] ... وَمَا شَيْءٌ حَمَيت بمستَبَاحِ

  وعائد المخبر عنه دونهما، كقوله [من الرجز]:


  الخ) راجع لكل من المثالين أي ما ثبت استقرار حراً مكانه وما ثبت استقرار نجم في السماء.

  قوله: (يكثر بعد لو شئت) أي: بعد فعل المشيئة الواقع شرطاً، وكذا بعد لو أردت ولو اخترت ونحو ذلك فإن فعل الجواب يدل على المفعول المحذوف ويبينه نحو فلو شاء لهداكم أجمعين أي لو شاء هدايتكم لهداكم أجمعين فإنه متى قيل لو شاء علم السامع أن هناك شيئاً تعلقت المشيئة به لكنه مبهم عنده، فإذا جيء بجواب الشرط صار مبيناً اللهم إلا أن يكون تعلق فعل المشيئة ونحوه بالمفعول غريباً فلا بد من ذكر المفعول ليتقرر في نفس السامع ويأنس به كقوله:

  ولو شئت أن أبكي دماً لبكيته ... عليه ولكن ساحة الصبر أوسعُ

  فإن تعلق فعل المشيئة ببكاء الدم غريب فلذا صرح بالمفعول لأجل أن يتقرر في نفس السامع ويأنس به قوله (ونحوه) أي: وبعد نفي نحو العلم لأبصار. قوله: (ولكن لا يعلمون) الأبلغ في الدم أن هذا منزل منزلة اللازم وحينئذ فلا حذف قاله الدماميني. قوله: (ولكن لا تبصرون) أي: لا تبصرون القرب أو الأصل لا تبصرونا.

  قوله: (وعائداً على الموصول) عطف على قوله بعد لو شئت. قوله: (أهذا الذي بعث الله رسولاً) أي: بعثه قوله: (وحذف عائد الموصوف الخ) أي: المفعول وحذف مبتدأ وقوله دون ذلك خبره أي إن حذفة أقل مما قبله قوله: (وما شيء حميت) أي: حميته وهذا عجز بيت صدره:

  حميت حمى تهامة بعد نجد


= المعنى: يا عمرو، ما قولك في أخذ إبلي التي كانت ترعى آمنة في جواركم.