حذف المبدل منه
  وزعم ابن عُصفور أن الفاء في {فَانْفَجَرَتْ} هي فاء «فضرب»، وأن فاء {فَانْفَجَرَتْ} حذفت، ليكون على المحذوف دليل ببقاء بعضه وليسَ بشَيْءٍ؛ لأن لفظ الفاءَيْن واحد، فكيف يحصل الدليل؟ وجَوَّز الزمخشري ومَنْ تبعه أن تكون فاء الجواب، أي: فإِنْ ضَرَبْتَ فَقَدِ انفجرت، ويردُّه أن ذلك يقتضي تقدّم الانفجار على الضرب مثل {إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ}[يوسف: ٧٧]، إلا إن قيل: المراد فقد حكمنا بترتب الانفجار على ضربك؛ وقيل في {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ}[البقرة: ٢١٤، آل عمران: ١٤٢]: إنّ «أم» متصلة، والتقدير: أعلمتم أن الجنة حقت بالمكاره أم حسبتم.
حذف المبدل منه
  قيل في {وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ}[النمل: ١١٦]، وفي {كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ}[البقرة: ١٥١]: إنّ «الكذب» بدل من مفعول «تصف» المحذوف، أي: لما تصفه؛ وكذلك في {رَسُولًا} بناءً على أن «ما» في {كَمَا} موصول اسمي، ويرده أن فيه إطلاق «ما» على الواحد من أُولي العلم؛ والظاهر أن
  انفجرت على جملة اضرب ولو على القول بجواز عطف الخبر على الإنشاء لأنه لا يترتب على مجرد الأمر بالضرب الانفجار. قوله: (هي فاء فضرب) أي: فالمحذوف حينئذ هو المعطوف عليه والعاطف معاً. قوله: (ان ذلك يقتضي الخ) أي: لأن الجزاء إذ صدرا بالفاء وقد لزم أن يكون ماضياً لفظاً ومعنى وفعل الشرط الواقع هنا بعد أن مستقبل معنى فيكون الانفجار سابقاً على الضرب. قوله: (يقتضي تقدم الانفجار الضرب) أي: مع أنه في الواقع متأخر عنه قوله: (إلا إن قيل الخ) هذا استثناء مما يفيده الرد أي وتقدم الانفجار باطل الخ وتوضيحه أن المراد فقد انفجرت في حكمنا وترتيبنا لا في الخارج ولا شك أن الحكم بالانفجار وترتبه على الضرب سابق عليه وإن كان الانفجار بالفعل متأخر عندهم ثم أن الفاء على التقديرين تسمى فصيحة لإفصاحها عن المقدر، ولو غير شرط ويقال فيها أيضاً فاء الفضيحة بالمعجمة لفضحها المقدر وكشفه، ومن أمثلتها دالة على شرط قول الشاعر:
  قالوا خراسان أقصى ما يراد بنا ... ثم القفول فقد جئنا خراسانا
  أي: إن كان الأمر كذلك فقد جئنا، وفي المفتاح أنها فصيحة على التقدير الأول وهو كونها للعطف على محذوف والأكثر أنها فصيحة على التقديرين. قوله: (فقد حكمنا بترتب الانفجار) أي: والحكم بالترتب سابق على الانفجار والانفجار بعد الضرب. قوله: (ان أم متصلة) أي: عاطفة على محذوف. قوله: (وكذلك في رسولا) أي: وكذلك يقال في رسولا أي إنه بدل من مفعول أرسلنا المحذوف. قوله: (موصول اسمي) أي: كالذي