حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

حذف همزة الاستفهام

صفحة 434 - الجزء 3

حذف همزة الاستفهام

  قد ذكر في أول الباب الأول من هذا الكتاب.

حذف نون التوكيد

  يجوز في نحو «لأفْعَلن» في الضرورة، كقوله [من الوافر]:

  ٨٨٢ - فَلا وَأَبِي لَنَأْتِيَهَا جَمِيعاً، ... وَلَوْ كَانَتْ بِهَا عَرَبِّ وَرُومُ

  ويجب حذف الخفيفة إذا لَقِيَهَا ساكن، نحو: اضرِبَ الغُلام» بفتح الباء، والأصل اضرِبَن، وقوله [من المنسرح]:

  لا تُهِينَ الْفَقِيرَ عَلَكَ أَنْ ... تَرْكَعَ يَوْماً وَالدَهْرُ قَدْ رَفَعَهُ

  وإذا وقف عليها تاليةً ضمَّةً أو كسرةً ويُعاد حينئذٍ ما كانَ حُذِف لأجلها، فيقال في «اضرِبُنْ يَا قوم»: «اضربوا»، وفي «اضربن يا هند»: «اضربي»، قيل: وحذفها في غير ذلك ضرورة، كقوله [من المنسرح]:

  ٨٨٣ - اضْرِبَ عَنْكَ الهُمُومَ طَارِقَهَا ... ضَرْبَكَ بِالسَّيْفِ قَوْنَسَ الْفَرَسِ


  قوله: (قد ذكر في أول الباب الخ) نحو وتلك نعمة تمنها عليَّ أي أو تلك نعمة، وكقراءة ابن محيصن سواءً عليهم أنذرتهم بهمزة واحدة وكقراءة أبي جعفر سواء عليهم استغفرت لهم بهمزة واحدة للوصل قوله: (يجوز الخ) أي: في الثقيلة. قوله: (لنأتيها) أي: لنأتينها. قوله: (بفتح الباء) أي: ولو قيل بكسر الباء لعلم أنه ليس هنا نون توكيد لأن الكسرة حينئذ للتخلص على الأصل. قوله: (وإذا وقف عليها) أي: على الخفيفة. قوله: (ما كان حذف لأجلها) أي: الواو والياء لأنهما يحذفان عند الإتيان بها، وقال يونس الواو والياء عوض عن النون. قوله: (أضرب عنك الهموم) الأصل أضربن ويروى أصرف قال


٨٨٢ - التخريج: البيت لعبد الله بن رواحة في (ديوانه ص ١٠٣؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٩٣٢؛ ولسان العرب ١/ ٢٢١ (أوب)؛ ومعجم ما استعجم ص ١١٧٣).

اللغة: الروم: قوم من الأعاجم يقطنون شمال المتوسط.

المعنى: أقسم بشرف أبي لنفتحنّ الشام ولو وقف في وجهي كل من فيها من عرب وروم.

٨٨٣ - التخريج: البيت لطرفة بن العبد في (ملحق ديوانه ص ١٥٥؛ وخزانة الأدب ١١/ ٤٥٠؛ والدرر ٥/ ١٧٤؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٩٣٣؛ وشرح المفصل ٦/ ١٠٧؛ ولسان العرب ٦/ ١٨٣ (قنس)، ١٣/ ٤٢٩ (نون). والمقاصد النحوية ٤/ ٣٣٧؛ ونوادر أبي زيد ص ١٣؛ وبلا نسبة في جمهرة اللغة. ٨٥٢، ١١٧٦؛ والخصائص ١/ ١٢٦؛ وسرّ صناعة الإعراب ١/ ٨٢؛ وشرح الأشموني ٢/ ٥٠٥؛ وشرح المفصل ٩/ ٤٤؛ ولسان العرب ١١/ ٧١١ (هول)؛ والمحتسب ٢/ ٣٦٧؛ والممتع في التصريف ١/ ٣٢٣).