حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

والخامس والسادس: «لدن» و «ريث»،

صفحة 484 - الجزء 2

  هذا العائد لم يُذكر في وقت؛ وبهذا الأخير يضعف قولُ الأخفش في {يَاأَيُّهَا النَّاسُ} إن «أيا» موصولة و «الناسُ» خبر لمحذوف، والجملة صلة وعائد، أي: يا مَنْ هُمُ الناس، على أنه قد حذف العائد حذفاً لازماً في نحو:

  وَلَا سِيَّما يَوْمُ

  فيمن رفع، أي: لا مثل الذي هو يوم، ولم يسمع في نظائره ذكر العائد، ولكنه نادر؛ فلا يحسن الحمل عليه.

  والخامس والسادس: «لَدُنْ» و «رَيْثَ»، فإنهما يُضافان جوازاً إلى الجملة الفعلية التي فعلها متصرِّفُ، ويشترط كونه مثبتاً، بخلافه مع «آية».

  فأما «لَدُن» فهي اسم لِمَبْدَأ الغاية، زمانيَّة كانت أو مكانية، ومن شواهدها قوله [من الطويل]:

  ٦٦٤ - لَزِمْنَا لَدُنَ سَأَلْتُمُونَا وِفَاقَكُمْ ... فَلا يَكُ مِنْكُمْ للخلافِ جُنُوحُ

  وأما «رَيْث» فهي مصدر «رَاثَ» إذا أبطأ، وعُومِلَتْ معاملة أسماء الزمان في الإضافة إلى الجملة، كما عوملت المصادرُ معاملة أسماء الزَّمان في التوقيت، كقولك: «جِئْتُكَ صَلاةَ الْعَصْرِ»، قال [من الطويل]:


  أي: إن الباء والجارة للموصول متعلقة باذهب والجارة للعائد متعلقة بقوله تسلم. قوله: (ولأن هذا العائد لم يذكر الخ) أي: فلو كانت ذو موصولة لذكر عائدها في بعض الأوقات لأن العائد لا يكون واجب الحذف أصلاً قوله: (والناس خبر لمحذوف) أي: يضعف بأن ذلك العائد لم يصرح به في تركيب أصلاً قوله: (على أنه قد حذف العائد) العلاوة هنا بمعنى نعم استدراك قصد به الجواب ما يقال إنه قد حذف العائد حذفاً لازماً في نحو ولا سيما يوم في رواية الرفع فإنه لم يصرح به في نظائره فتحمل الآية على ذلك وحاصل ما أجاب به نعم ورد ذلك لكنه نادر وحينئذ فلا يحمل القرآن عليه. قوله: (المبدأ الغاية) أي: لابتداء المغيا بالغاية تأمل وحاصله أنها اسم لمبدأ المغيا بالغاية من زمان أو مكان. قوله: (سالمتمونا) أي: من وقت مسالمتكم أي ترككم الحرب أي نحن لزمنا الوفاق من ابتداء مسالمتكم إلى هذا الوقت وهذا شاهد لإتيانها اسماً لمبدأ الغاية الزمانية.

  قوله: (فهي مصدر راث الخ) أي: وحينئذ فهي منصوبة نصب المصادر، لأن أصل


= المعنى: من يبلغ بني تميم عني ما أقول فيهم، وعلامتهم حب الطعام.

٦٦٤ - التخريج البيت بلا نسبة في (شرح شواهد المغني ص ٤٢١).

اللغة: سألتمونا وفاقكم: طلبتم الصلح معكم. الخلاف: الشقاق والفرقة. جنوح: نزوع وميل.

المعنى: التزمنا بعهدنا منذ أن طلبتم الصلح معنا، فلا تميلوا نحو الشقاق والفرقة والخصام.