والثاني عشر: موافقة «بعد»
  منه ابن جني قراءة الجحدري: {بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ}[ق: ٥] بكسر اللام وتخفيف الميم.
  والثاني عشر: موافقة «بعد» نحو: {أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ}[الإسراء: ٧٨]، وفي الحديث: «صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ، وأفْطِرُوا لِرُؤيته»، وقال [من الطويل]:
  ٣٤٩ - فَلَمَّا تَفَرَّقْنَا كأَنِّي وَمَالِكاً ... لِطُولِ اجْتِمَاعِ لَمْ نَبِت ليلة مَعَا
  والثالث عشر: موافقة «مع»، قاله بعضهم، وأنشد عليه هذا البيت.
  والرابع عشر: موافقة «من»، نحو: سمعت له صُرَاخاً»، وقول جرير [من الطويل]:
  الداخلة على التاريخ للاختصاص لاختصاصها بالزمن وقسمها ثلاثة أقسام. قوله: (وجعل الخ) وقيل إن اللام للتعليل أي لأجل مجيئه لهم. قوله: (لما جاءهم) أي: عند مجيئه إياهم. قوله: (لدلوك الشمس) أي: بعد ميل الشمس عن كبد السماء. قوله: (وقال) أي: أخو مالك يرثي أخاه وقد قتله ابن الوليد في غزوته ¥. قوله: (لطول) أي: لما تفرقنا كأني ومالكاً لم نبت ليلة معاً بعد طول اجتماع. قوله: (وأنشد عليه هذا البيت) وهو قوله فلما تفرقنا الخ.
  قوله: (وقول جرير) أي: للفرزدق قوله (في الدنيا) أي: لأنه كان من قريش. قوله: (وهي الجارة لاسم السامع) أي: الجارة لما دل على السامع ولو ضميراً، وقوله لقول متعلق بالسامع وقوله أو ما في معناه أو السامع لما في معنى القول من إذن أو تفسير. قوله: (نحو قلت له) أي: قلت لزيد كذا فمن المعلوم أنك لا تقول لزيد هذا الكلام أو لا تأذن له أو لا تفسير له إلا إذا كان سامعاً لذلك القول أو الإذن أو التفسير. قوله: (وفسرت له) أي: لأن الإذن والتفسير في معنى القول قوله: (موافقة عن) وهي الجارة لاسم الغائب حقيقة أو حكماً كما لو كان في المجلس ولكن كان بعيداً من المتكلم وكنت تخاطب غيره، فإن قوله: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا}[الأحقاف: ١١] ليس خطأ باللذين آمنوا وإلا كانت اللام للتبليغ وكان يقال ما سبقتمونا بالخطاب، فلما قال سبقونا
٣٤٩ - التخريج: البيت لمتمم بن نويرة في (ديوانه ص ١٢٢؛ وأدب الكاتب ص ٥١٩؛ والأزهية ص ٢٨٩؛ والأغاني ١٥/ ٢٣٨؛ وجمهرة اللغة ص ١٣١٦؛ وخزانة الأدب ٨/ ٢٧٢؛ والدرر ٤/ ١٦٦؛ وشرح اختيارات المفضل ص ١١٧٧؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٥٦٥؛ والشعر والشعراء ١/ ٣٤٥؛ وبلا نسبة في الجنى الداني ص ١٠٢؛ ورصف المباني ص ٢٢٣؛ وشرح الأشموني ٢/ ٢١٩؛ وشرح التصريح ٢/ ٤٨؛ ولسان العرب ١٢/ ٥٦٤ (لوم)؛ وهمع الهوامع ٢/ ٣٢).
المعنى: لما قتل أخي مالك فارقني، فكأننا لم تجمعنا ليلة واحدة معاً، أننا دائما الاجتماع معا.