حذف «أل»
  {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ١ اللَّهُ الصَّمَدُ ٢}[الإخلاص: ١ - ٢]، {وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ}[يس: ٤٠] بترك تنوين «أحد» و «سابق»، وبنصب «النهار».
  واختُلِف لِمَ تُرك التنوين في نحو: «قَبضْتُ عَشَرَةً لَيسَ غَيرُ»، فقيل: لأنه مبني كـ «قبلُ» و «بَعْدُ»؛ وقيل: لنيّة الإضافة، وإنّ الضّمة إعراب وغير متعيّنة لأنها اسم «ليس»، لا محتملة لذلك وللخبرية؛ ويردُّه أن هذا التركيب مطّرد، ولا يُحذف تنوين مضاف لغير مذكور باطراد، إلا إن أشبَهَ في اللفظ المضاف، نحو: «قَطَعَ اللَّهُ يَدَ وَرِجْلَ مَنْ قالَها»، فإن الأول مضاف للمذكور، والثاني لمجاورته له مع أنه المضاف إليه في المعنى كأنه مضاف إليه لفظاً.
حذف «أل»
  تُحْذَفُ للإضافة المعنوية، وللنداء نحو: «يَا رَحْمنُ»، إلا من اسم الله تعالى، والجمل المحكية؛ قيل: والاسم المشبه به نحو: «يا الْخَلِيفَة هَيْبَةٌ»، وسُمع «سَلَامُ عَلَيْكُمْ» بغير تنوين؛ فقيل: على إضمار «أل»؛ ويُحتمل عندي كونه على تقدير
  المعطوف معرفة لإضافته إلى المعرفة ورد ذلك بأن إضافة اسم الفاعل لمعموله لا تفيد التعريف، وأجيب بأن محل كونها لا تفيد التعريف إذا جعل اسم الفاعل للحال أو الاستقبال، أما إن جعل للماضي أو للاستمرار فإنه يفيد التعريف، وقوله المتعاطفين أي المعطوف والمعطوف عليه قوله: (قل هو الله أحد الله الصمد) أي: بحذف التنوين لالتقاء الساكنين. قوله: (وينصب النهار) أي: وأما على جره فحذف التنوين للإضافة. قوله: (كقبل وبعد) أي: فهي مبنية على الضم لقطعها عن الإضافة لفظاً ونية معناها وهي محتملة لأن تكون اسم ليس ومحتملة لأن تكون خبرها قوله: (لأنها اسم ليس) أي: متعينة لكونها اسم ليس فقوله لأنها صلة متعينة وليس علة لشيء. قوله: (ويرده الخ) حاصل الرد أن هذا التركيب مطرد وحذف المضاف إليه ونية لفظه غير مطرد إذ لا يحذف الخ. قوله: (إلا إن أشبه) أي: المضاف لغير المذكورة في اللفظ المضاف للمذكور. قوله: (والثاني) مبتدأ وقوله مع أنه أي الثاني مضاف إليه أي إلى المذكور خبر المبتدأ، وقوله لمجاورته له أي للمذكور علة مقدمة على المعلوم. قوله: (تحذف للإضافة المعنوية) أي: لأن إضافة المعنوية موضوعة لتخصيص المضاف إن كان المضاف إليه نكرة وتعريفه إن كان معرفة فلو لم تحذف أل من المضاف إضافة معنوية لزم تعريف المعرف إن كان المضاف إليه معرفة وتخصيصه إن كان نكرة وكل ذلك تحصيل الحاصل.
  قوله: (للإضافة المعنوية) أي: لا للإضافة اللفظية نحو الضارب رأس الجاني والضارب الرجل قوله: (إلا من اسم الله تعالى) نحو يا الله، وقوله والجمل المحكية نحو يا الرجل قائم. قوله: (يا الخليفة هيبة) أي: لأن تقديره يا مثل الخليفة في الهيبة فدخول