تنبيهان
  تنبيهان - الأول: ما فَسَّرْتُ به الجملةَ الكُبرى هو مقتضى كلامهم، وقد يقال: كما تكون مُصَدَّرة بالمبتدأ تكون مصدرة بالفعل، نحو: «ظننت زيداً يقوم أبوه».
  الثاني: إنما قلت: «صغري» و «كُبرى موافقة لهم، وإنما الوجه استعمال «فعلَى أَفْعَلَ» بـ «آل» أو بالإضافة؛ ولذلك لُحْنَ مَنْ قال [من البسيط]:
  ٦١٢ - كأنَّ صُغْرَى وَكُبْرَى مِنْ فَقَاقِعِهَا ... حَصْبَاءُ دُرِّ عَلَى أَرْضِ مِنَ الذَّهَبِ
  وقول بعضهم إن «من» زائدة وإنهما مُضَافان على حد قوله [من المنسرح]:
  ٦١٣ - [يَا مَنْ رَأَى عَارِضاً أُسَرُّ بِهِ] ... بَيْنَ ذِرَاعَيْ وَجَبْهَةِ الأَسَدِ
  يوجد أصلاً. قوله: (ما فسرت به الجملة الكبرى) أي: بأنها الاسمية التي خبرها جملة. قوله: (بالفعل) أي: وحينئذ فالكبرى يصح أن تكون فعلية خلافاً لظاهر كلامهم. قوله: (بالفعل) أي: الفعل الناسخ إذا كان الخبر في الأصل جملة وعلى هذا فتعرفها بأنها ما كان الخبر فيها جملة، ولو بحسب الأصل أو نقول هي الجملة الاسمية التي خبرها جملة، والفعلية التي فعلها ناسخ والخبر فيها بحسب الأصل جملة قوله: (فعلى أفعل) أي: الذي هو مؤنث أفعل وحاصل الكلام أن أفعل التفضيل إن جرد من أل والإضافة يجب إفراده وتذكيره وجر المفضل عليه بمن ولا نجوز فيه المطابقة فلا يجوز أن تقول امرأة فضلى ولا امرأتان فضليان ولا نساء فضليات ولا رجلان أفضلان ولا رجال أفضلون بل تقول رجل أو امرأة أو رجلان أو امرأتان أو رجال أو نساء أفضل من كذا فإن عرف أو أضيف طابق موصوفه فتقول بالمرأة الفضلى أو فضلى النساء والمرأتان الفضليان والنساء الفضليات، وكذا الباقي إذا علمت هذا تعلم إن قولهم جملة صغرى أو كبرى مثل امرأة فضلى وهو ممنوع وأجاب المصنف عنه قوله: (كأن صغرى الخ) أي: فحقه كان الصغرى والكبرى.
  قوله: (فواقعها) جمع فاقعة وفي نسخة فقاقعها فقاعة والمراد بها النفاخة التي تكون على وجه الماء من شدة تحركه أو غليانه بالنار أي كأن الفقاع الصغيرة والكبيرة على وجه الخمر درر على أرض من ذهب قوله: (وقول بعضهم) أي: في الجواب عنه. قوله: (وإنهما مضافان) أي: فالأصل صغرى فواقعها وكبرى فواقعها فحذف من الأول لدلالة الثاني أو من الثاني لدلالة الأول أو إنهما معاضا فإن للموجود كما قيل بكل من
٦١٢ - التخريج: البيت لأبي نواس في (ديوانه ص ٣٤؛ وخزانة الأدب ٨/ ٢٧٧، ٣١٥، ٣١٨؛ وشرح المفصل ٦/ ١٠٢؛ وبلا نسبة في شرح الأشموني ٢/ ٣٨٦).
اللغة: شرح المفردات فقاقعها ما يعلو الماء أو غيره من النفاخات، ويروي: «فواقعها». الحصباء: الحجارة الصغيرة.
المعنى: يقول: إن الفقاقيع التي علت الكأس شبيهة بالحجارة الصغيرة من الدر منثورة على أرض ذهبية اللون.
٦١٣ - التخريج: البيت للفرزدق في (خزانة الأدب ٢/ ٣١٩، ٤/ ٤٠٤؛ ٥/ ٢٨٩، وشرح شواهد =