حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

وتقع الجملة مفعولا في ثلاثة أبواب

صفحة 463 - الجزء 2

  الجملة الثالثة: الواقعة مفعولاً، ومحلها النَّصب إن لم تتب عن فاعل، وهذه النيابة مختصة بباب القول، نحو: {ثُمَّ يُقَالُ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ}⁣[المطففين: ١٧] لما قدمناه من أن الجملة التي يُراد بها لفظُها تنزل منزلة الأسماء المفردة.

  قيل: وتقع أيضاً في الجملة المقرونة بمعلق، نحو: «عُلِمَ أَقَامَ زَيْدٌ»، وأجاز هؤلاء وقوع هذه فاعلاً، وحملوا عليه {وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ}⁣[إبراهيم: ٤٥]، {أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا}⁣[السجدة: ٢٦]، {ثُمَّ بَدَا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا رَأَوُا الْآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ}⁣[يوسف: ٣٥] والصواب خلاف ذلك، وعلى قول هؤلاء فيزداد في الجمل التي لها محلّ الجملة الواقعة فاعلاً.

  فإن قلت: وينبغي زيادتها على ما قدمت اختياره من جواز ذلك مع الفعل القلبي المعلق بالاستفهام فقط، نحو: «ظَهَرَ لِي أَقَامَ زَيْدٌ».

  قلت: إنما أَجَزْتُ ذلك على أن المسند إليه مضاف محذوف، لا الجملة.

وتقع الجملة مفعولاً في ثلاثة أبواب:

أحدها: باب الحكاية بالقول أو مرادفه:

  فالأول نحو: {قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ}⁣[مريم: ٣٠] وهل هي مفعول به أو مفعول


الجملة الثالثة الواقعة مفعولاً

  اعترضه الدماميني بأن كلامنا في الجملة الباقية على جمليتها والتي أريد لفظها في قوة المفرد ورده الشمني بأن الكلام في مطلق الجملة وفيه إنه كان بعد الواقعة مبتدأ نحو لا حول ولا قوة إلا بالله كنز الخ. قوله: (إن لم تنب عن فاعل) أي: فإن نابت عن فاعل كانت في محل رفع. قوله: (وهذه النيابة) أي: نيابة الجملة عن الفاعل قوله: (لما قدمنا الخ) علة المحذوف أي وإنما صح وقوع الجملة مفعولاً به ونائباً عن الفاعل مع أن كلا منهما إنما يكون اسماً مفرداً لما قدمنا الخ. قوله: (قيل وتقع) هذا مرتبط بقوله الواقعة مفعولاً. قوله: (قيل وتقع الخ) هذا مقابل لقوله مختصة بباب القول. قوله: (علم أقام زيد) فجملة أقام زيد في محل رفع نائب فاعل قوله: (وأجاز هؤلاء) أي: أصحاب هذا القول وقوع هذه أي الجملة المقرونة بمعلق فاعلاً أي لأنها إذا وقعت نائباً عن الفاعل صح وقوعها فاعلا فجملة كيف فعلنا فاعل تبين وجملة كم أهلكنا فاعل يهد وجملة ليسجنه فاعل بدا. قوله: (والصواب خلاف ذلك) أي: وإن الفاعل ضمير مصدر بين وضمير مصدر يهد وضمير مصدر أهلكنا. قوله: (فتزاد الخ) أي: فتكون الجمل حينئذ ثمانية. قوله: (على أن) أي: بناء على أن المسند إليه مضاف محذوف والمعنى ظهر لي جواب هذا الاستفهام وقوله لا الجملة أي وحينئذ فلا تزاد على السبع قوله: (قال إني عبد الله) أي: قال هذا اللفظ. قوله: (وهل هي) أي: