حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

السادس: قولهم

صفحة 329 - الجزء 3

  زيداً قائم» لحن، وذُهِلَ عن قول القائل: «هَبْ أَنَّ أَبَانَا كَانَ حِمَارا» ونحوه.

  السادس: قولهم في {سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ}⁣[البقرة: ٦] إن {لَا يُؤْمِنُونَ} مستأنف أو خبر لـ «إنّ»، وما بينهما اعتراض، والأولى الأول؛ بدليل {وَسَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ١٠}⁣[يس: ١٠].

  السابع: قولهم في نحو: {وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ}⁣[فصلت: ٤٦]، {وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ}⁣[البقرة: ٧٤، ٨٥، ١٤٠ ... ]: إن المجرور في موضع نصب أو رفع على الحجازية والتميمية، والصواب الأول؛ لأن الخبر بعد «ما» لم يجئ في التنزيل مجرَّداً من الباء إلا وهو منصوب نحو: {مَا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ}⁣[المجادلة: ٢] {مَا هَذَا بَشَرًا}⁣[يوسف: ٣١].

  الثامن: قول بعضهم في {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ}⁣[الزخرف: ٨٧]: إن اسم الله سبحانه وتعالى مبتدأ أو فاعل، أي: الله خلقهم أو خلقهم الله؛ والصواب الحمل على الثاني، بدليل {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ


  قوله: (لحن) لعله استند في ذلك إلى قول صاحب الصحاح وهبني فعلت كذا، أي: احسبني واعددني ولا يقال هب أني كذا نقله المصنف في حواشي التسهيل. قوله: (وذهل عن قول القائل) أي: قوله لعمر بن الخطاب في المسألة الحمارية وهي زوج وأم وأخوان لأم وأخوان لأب وأم حكم فيها عمر بن الخطاب بالثلث للأخوين للأم ولم يجعل للأخوة الاشقاء شيئاً فقالوا له يا أمير المؤمنين هب أن أبانا كان حماراً فاشركنا بقرابة أمنا فأشركهم. قوله: (لأن) أي: في قوله إن الذين كفروا. قوله: (والأولى الأول بدليل الخ) قد يقال انه قد وجد في آية البقرة ما يصلح أن يكون لا يؤمنون خبراً عنه، ولم يوجد في ذلك في الآية الأخرى وهي آية يس فرتب على كل ما يقتضيه ثم الباب موضوع الذكر الجهات التي يدخل على المعرب الخلل من جهتها والمصنف قد اعترف بأن ما ارتكبوه خلاف الأول فلا يكون خطأ فليس ثم خلل على المعرب من هذه الجهة ثم إنه عبر يخالف رأيهم في المثال الثاني والرابع بقوله والصواب وعبر عن ذلك هنا بقوله والأولى فتأمله اهـ دماميني. قال الشمني: أقول ليس مراده الخلل الخطأ بل ما يشمل خلاف الأولى كما أن مراده بالصواب ما غلب على الظن.

  قوله: (بدليل وسواء عليهم أأنذرتهم) أي: ففي هذه لم توجدان حتى يكن لا يؤمنون خبرها فحينئذ تعين أن تكون مستأنفة فتجعل آية البقرة كذلك لأجل الموافقة. قوله: (إلا وهو منصوب) أي: وحينئذ فليكن الذي فيه حرف الجر الزائد كذلك لأجل التوافق. قوله: (نحو ما هن الخ) الأولى حذف نحو لأنه ليس في القرآن من مثل ما الحجازية المنصوبة الخبر لفظاً سوى الآيتين اللتين تلاهما اهـ. دماميني. قوله: (من خلقهم) مفعول ثانٍ لسأل على حذف عن قوله: (والصواب الحمل الخ) هذا معارض