حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

القيد الرابع: انتفاء المانع، والمانع أربعة أنواع

صفحة 508 - الجزء 2

  لندورهما، وأما قول ابن الشجري في {وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ}⁣[النور: ١٠]: إن «عليكم» خبر، فمردود بل هو مُتعلّق بالمبتدأ والخبر محذوف.

القيد الرابع: انتفاء المانع، والمانع أربعة أنواع:

  أحدها: ما يمنع حالية كانت متعيّنة لولا وجوده ويتعين حينئذ الاستئناف، نحو: «زارني زيد سأكافئه»، أو «لن أنسى له ذلك» فإن الجملة بعد المعرفة المحضة حال، ولكن السين و «لَنْ» مانعان لأن الحالية لا تُصَدّر بدليل استقبال؛ وأما قول بعضهم في {وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ ٩٩}⁣[الصافات: ٩٩]: إن {سَيَهْدِينِ} حال كما تقول «سأذهب مَهْدِيَّا» فَسَهْو.

  والثاني: ما يمنع وصفية كانت متعيّنة لولا وجود المانع، ويمتنع فيه الاستئناف، لأن المعنى على تقييد المتقدّم؛ فتتعيّن الحالية بعد أن كانت ممتنعة، وذلك نحو: {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ}⁣[البقرة: ٢١٦]، {أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ}⁣[البقرة: ٢٥٩]، وقوله [من الطويل]:


  حولها نصب على الظرفية متعلق بمحذوف خبر عن المبتدأ وتمام البيت:

  كخبطة عصفور ولم أتلعثم

  قوله: (والخبر محذوف) أي موجود قوله: (لولا وجوده) أي: المانع. قوله: (ويتعين حينئذ) أي: حين إذ وجد المانع. قوله: (حال) أي: يتعين كونها حالاً. قوله: (بدليل استقبال) أي: لأن الحال منافية الاستقبال قوله: (حال) أي: من ربي. قوله: (فسهو) أي: لأن هذا لا يصح جعله نظيراً لأن السين في هذا المثال المنظر به داخلة على عامل الحال، وفي الآية داخلة على الحال وفرق بينهما وقد يقال إن ذلك القائل لاحظ في التنظير أنه يلزم من استقبال الحال استقبال عاملها وبالعكس لاتحاد زمنهما فصح التنظير.

  قوله: (بعد أن كانت ممتنعة) قبل المانع لأن الجملة الخبرية بعد النكرة المحضة يتعين جعلها صفة ويمنع كونها حال قوله: (وهو خير لكم) أي: قالوا أو معينة للحال إذ الصفة لا يفصل بينها وبين موصوفها بالواو أي عسى أن تكرهوا أشياء في حال كونه خيراً لكم، وفي حال كونه شراً لكم جزماً فالترجي في كلام الله بمعنى الجزم أي قد تكرهوا أشياء الخ. قوله: (وهي خاوية) أي: في حال كونها خاوية. قوله: (وقوله) أي: قول قيس بن ذريح وتمامه:


= اللغة: الخبط: الضرب على الأرض. التلعثم: التلكؤ والتمهل. المعنى: ولولا أن منعها أولادها عن يميني لضربتها في الأرض ولم أرفق بها ولم يمهلني عن ذلك شيء قط.