والتاسع عشر: التعجب المجرد عن القسم
  والتاسع عشر: التعجب المجرَّد عن القَسَم، وتستعمل في النداء كقولهم: «يا لَلْمَاء» و «يا لَلْعُشْبِ» إذا تعجبوا من كثرتهما، وقوله [من الطويل]:
  ٣٥٥ - فَيَا لَكَ مِنْ لَيْلِ كَأَنْ نُجُومَهُ، ... بِكُلِّ مُغَارِ الْفَتْلِ، شُدَّتْ بيَذْبُل
  وقولهم: «يا لَكَ رَجُلاً عالماً»، وفي غيره، كقولهم: «لله دَرُّه فارساً، وللَّهِ أنتَ»، وقوله [من الطويل]:
  ٣٥٦ - شَبَابٌ وَشَيْبٌ وَافْتِقَارٌ وَثَرْوَةٌ ... فللَّهِ هُذَا الدَّهْرُ كَيْفَ تَرَدَّدَا
  المتمم عشرين: التَّعدية، ذكره ابن مالك في الكافية، ومَثَل له في شرحها بقوله
  جبال عالية والظيان هو ياسمين البر والآس نبت معروف أي لا يبقى وعل في جبال عالية بها الياسمين والآس، ويحتمل أنه كناية عن عدم بقاء صاحب قوة تامة وشجاعة. قوله: (لله) أي: والله لا يبقى والقصد التعجب من ذلك قوله: (يا للماء الخ) أي: يا هؤلاء أدعوكم لتجبوا من كثرتهما. قوله: (فيا لك من ليل) أي: تعجب من طول ذلك الليل وقوله بكل مغار بالغين المعجمة أي شديد الفتل أي بكل حبل شديد الفتل شدت أي ربطت بالجبل المسمى بيذبل أي أن نجوم الليل ربطت بأحبال في هذا الجبل. قوله: (يا لك رجلاً) تمييز وقوله عالماً حال أي أتعجب من كثرة علمك. قوله: (يا لك رجلاً عالماً) أي: يا هذا أعجب من رجوليتك حالة كونك عالماً قوله: (وفي غيره) أي: النداء.
  قوله: (لله دره) الله خبر مقدم ودره مبتدأ وفارساً تمييز والدر هو اللبن أضيف له تعالى استعظاماً له حيث نشأ عنه عظيم أي أتعجب من دره من حيث إنه نشأ. فروسية أو في حال فروسيته ففارساً تمييز لجهة التعجب أو حال قوله: (لله أنت) أي: أتعجب من حسن مقالك وقيل إنه تعجب من عظم شأنه فلا يقدر على إيجاده إلا الرب الكريم. قوله: (كيف ترددا) أي: أتعجب لتردد الدهر حيث صار كالجمع بين متنافيين.
٣٥٥ - التخريج البيت لامراء القيس في (ديوانه ص ١٩؛ وخزانة الأدب ٢/ ٤١٢، ٣/ ٣٦٩؛ والدرر ٤/ ١٦٦؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٥٧٤؛ وشرح عمدة الحافظ ص ٣٠٣؛ والمقاصد النحوية ٤/ ٢٦٩؛ وبلا نسبة في رصف المباني ص ٢٢٠؛ وشرح الأشموني ٢/ ٢٩١؛ وهمع الهوامع ٢/ ٣٢).
اللغة: المغار: الشديد الفتل. يذبل: اسم جبل.
المعنى: أعجب من طولك أيها الليل حتى لكأن نجومك مشدودة إلى جبل (يذبل) بكل أنواع الحبال المفتولة الشديدة فهي لا تقدر على الأفول.
٣٥٦ - التخريج: البيت للأعشى في (ديوانه ١٨٥؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٥٧٥؛ والمقاصد النحوية ٣/ ٥٩؛ وبلا نسبة في الجنى الداني ص ٩٨؛ وشرح الأشموني ٢/ ٢٩١).
المعنى: إنه لعجيب هذا الزمان المتردّد إنه لا يدوم على حال، فمرّة يعطينا الثروة والشباب، ومرة يصيبنا بالفقر والشيخوخة.