حذف الموصول الاسمي
  «الذي» في الآية بالثاني فقيل: هي على القلب، والتقدير قابي قوس، ولو أريد هذا لأغنى عنه ذكر «القوس».
حذف الموصول الاسمي
  ذهب الكوفيون والأخفش إلى إجازته، وتبعهم ابن مالك، وشَرَطَ في بعض كتبه كونه معطوفاً على موصول آخر، ومن حُجَّتهم {آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ}[العنكبوت: ٤٦]، وقولُ حسان [من الوافر]:
  ٨٥٩ - أمَنْ يَهْجُو رَسُولَ الله منكمْ ... وَيَمْدَحُهُ وَيَنْصُرُه سَواءُ؟
  وقول آخر [من الخفيف]:
  ٨٦٠ - ما الذي دأبه اختياطُ وَحَزْمٌ ... وَهَوَاهُ أطَاعَ يَسْتَويانِ
  قوله: (فقيل هي على القلب) أي: لأن كل قوس له قابان لا أن القوسين لهما قاب واحد كما هو صريح الآية، فلذا كان مقلوباً أي قابي قوس ومعلوم أن القابين هما نفس القوس فلو أريد ذلك لقال فكان قوساً ويحذف قاب فتعين أنه ليس على القلب والمعنى قاباً من قوسين وهو كناية عن القرب. قوله: (لأغنى عنه ذكر القوس) كيف الإغناء مع أن المراد تحديد القرب بقرب أحد القابين من الآخر لا تحديد القرب بالقوس، وذكر القوس مجرداً عن إضافة القابين إليه لا يفيد ذلك المراد بل إنما يفيد الثاني، ثم إن هذا تحديد لقربه # من جبريل أو أن هذا التحديد تقريب للقرب المعنوي من الله. قوله: (آمنوا بالذي أنزل إلينا الخ) صوبه آمنا كما هو التلاوة، ففي سورة العنكبوت وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم قوله: (ما الذي دأبه) الداب بفتح الدال المهملة وسكون الهمزة العادة والشأن، وقد تفتح همزته والاحتياط الأخذ بما فيه الثقة والحزم ضبط الأمر. قوله: (أي والذي أنزل الخ) الداعي للتقدير في الآية أن القرآن المنزل إلينا مغاير لما نزل لليهود من التوراة والداعي للتقدير في البيتين الإخبار عن المبتدأ بمادة التسوية وهي إنما تكون بين متعدد قوله: (والذي أطاع هواه أي: فهو في البيت مفعول مقدم.
٨٥٩ - التخريج: البيت لحسان بن ثابت في (ديوانه ص ٧٦؛ وتذكرة النحاة ص ٧٠؛ والدرر ١/ ٢٩٦؛ والمقتضب ٢/ ١٣٧؛ وبلا نسبة في شرح الأشموني ص ٨٢؛ وهمع الهوامع ١/ ٨٨).
المعنى: لا يستوي من يمدح الرسول ﷺ ومن يشتمه ويسيء إليه، بل هما متباينان، لأن من يمدحه يستحق المثوبة والأجر، ومن يشتمه فقد باء بالخطيئة والوزر.
٨٦٠ - التخريج: لم أقع عليه فيما عدت إليه من مصادر.
اللغة: الدأب: العادة والشأن.
والمعنى: ليس الذي عادته أن يحتاط ويضبط أموره كالذي يطيع نفسه بما تأمره، وينقاد لها في كل أهوائها فهما مختلفان متباعدان ولا يستويان.