حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

النوع السابع: اشتراط الجملة الفعلية في بعض المواضع، والاسمية في بعض

صفحة 296 - الجزء 3

  أبو الفضل الرّازي - فإنه قال في قوله تعالى: {أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ}⁣[النمل: ٦٠] لا بد إضمار جملة معادلة والتقدير: كمن لا يخلق اهـ.

  وإنما هذا مبني على تسمية جماعة منهم الزمخشري في مُفصَّلِهِ الظرف من نحو: «زيد في الدار» جملة ظرفية؛ لكونه عندهم خَلفاً عن جملة مقدرة، ولا يعتذر بمثل هذا عن ابن مالك؛ فإن الظرف لا يكون جواباً، وإن قلنا إنه جملة.

النوع السابع: اشتراط الجملة الفعلية في بعض المواضع، والاسمية في بعض.

  ومن الأول جملة الشرط غير «لَوْلا»، وجملة جواب «لو» و «لولا» و «لوما»، والجملتان بعد «لما»، والجمل التاليةُ أحْرُفَ التحضيض، وجملة أخبار أفعال المقاربة، وخبر «أن» المفتوحة بعد «لو» عند الزمخشري ومتابعيه، نحو: {وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا}⁣[البقرة: ١٠٣].

  ومن الثاني الجملة بعد «إذا» الفُجَائيَّة، و «ليتما» على الصحيح فيهما.


  من الألفاظ فهو صحيح وإن أراد الجمل المصطلح عليها في النحو فليس كذلك، إذ الجار والمجرور من قبيل المفرد وقوله: وإنما هذا أي: التعبير بالجملة الخ جواب عن هذا الاعتراض، فلما كان هذا الاعتراض مجاباً عنه بخلاف الوارد على ابن مالك كان تقدير صاحب اللوامح كتقدير ابن مالك في البطلان على سبيل التوهم لا على سبيل التحقيق. قوله: (خلفاً عن جملة مقدرة) أي: والأصل يكون أو استقر. قوله: (ومن الأول) أي: عن الذي اشترط فيه الجملة الفعلية. قوله: (غير لولا) أي: وكذا شرط لو ما؛ لأن كل جملة شرطية فهي فعلية إلا شرط لولا ولو ما فإن شرطهما جملة اسمية. قوله: (وجملة جواب لو) أي: فجوابها كشرطها لا يكون إلا جملة فعلية وأما لولا ولوما فجوابهما لا يكون إلا جملة فعلية وشرطهما لا يكون إلا اسمية. قوله: (والجملتان بعد لما) أي: لا يكونان إلا فعليتين نحو لما جاء زيد أكرمته. قوله: (والجمل التالية أحرف التحضيض) أي: لا تكون إلا فعلية نحو هلا أكرمت زيداً أو إلا أكرمته ومقابلته الجمع بالجمع يفيدان كل حرف من أحرف التحضيض يليه جملة واحدة وهو كذلك كما مثلنا. قوله: (وجملة) أي: وجميع أخبار أفعال المقاربة فلا يكون إلا جملة فعلية. قوله: (أفعال المقاربة) أي: فلا يكون إلا جملة فعلية لا يقال إن من جملتها عسى وخبرها مفرد لأنه غالباً مقرون بأن قال في الخلاصة:

  وكونه بدون بعد عسى

  نزر الخ؛ لأن المراد جملة ولو بحسب الظاهر تأمل قوله: (عند الزمخشري الخ) أي: القائلين أن وما بعدها مؤولة بمصدر فاعل لمحذوف؛ لأن لو عندهم مختصة بالأفعال فشرطها لا بد أن يكون جملة فعلية أي: ولو ثبت إيمانهم. قوله: (ومن الثاني) أي: الذي اشترط فيه الجملة الاسمية قوله: (وليتما) أي: لأن ليت إذا دخلت عليها ما