· (كذا) ترد على ثلاثة أوجه:
  وقوله [من الطويل]:
  ٣٠٩ - وَكَائِنْ لنَا فَضْلاً عَلَيْكُمْ وَمِنَّةً ... قَدِيماً، وَلا تَدْرُونَ مَا مَنْ مُنْعِمُ
  والثالث: أنها لا تقع استفهامية عند الجمهور، وقد مضى.
  والرابع: أنها لا تقع مجرورة؛ خلافاً لابن قتيبة وابن عصفور، أجازا «بكاي تبيع هذا الثوب».
  والخامس: أن خبرها لا يقع مفرداً.
  ***
· (كذا) ترد على ثلاثة أوجه:
  وطمع وقوع التي والآلم اسم فاعل من ألم إذا توجع، أي: وكائن صاحب توجع بالفقر وحم قدر وقضى يقول لا تقنط وترج حصول الفرج بعد الشدة فكم من عديم قدر الله غناه بعد فقره، وإذا كان كذلك فباب الأمل مفتوح فلا شدة بالقنوط، ويروى البيت بمد الرجاء وكائن وقصرهما، وذلك لأنه يقال في كأي كائن على زنة اسم الفاعل وكئن مقصور اسم الفاعل وكأين بهمز ساكن فياء أي: مكسورة وعكسه كيئن قوله: (فكائن الخ) أي: فكثير من المعدمين حصل يسره بعد العسر والشاهد في قوله الماً قوله: (آلما) اسم فاعل من ألم إذا توجه فهو بمد الهمزة قوله: (وكائن) على وزن قائم. قوله: (فضلا) الفضل الإحسان والمنة الإنعام وقديماً صفة ظرف محذوف عامله لنا المفصول به بين كائن ومميزها، فإن قلت من يتعدى بحرف الجر تقول مننت على زيد بكذا وتقديره في البيت ما من به منعم يقتضي حذف العائد المجرور مع فقد شرطه هو كون الموصول مجروراً بمثله معنى ومتعلقاً؛ قلت ما في البيت مصدرية لا موصولة فلا عائدة ولا حذف ولا إشكال اهـ دماميني. قوله: (أجاز الخ) أي: بناءً على أن كان يجوز أن تكون استفهامية؛ لأنها في هذا المثال استفهامية. قوله: (لا يقع مفرداً) أي: بل جملة دائماً كما في الآيات بخلاف كم فتقول كم رجل.
= شرح المفردات اطرد أبعد نفسك. اليأس: القنوط. حم: قدر.
المعنى: يقول: لا تستسلم لليأس، وكن متفائلاً متدرّعاً بالأمل والرجاء، فكم من إنسان تبدلت أيامه من العسر إلى اليسر.
٣٠٩ - التخريج: البيت بلا نسبة في (الدرر ٤/ ٥١؛ وشرح الأشموني ٣/ ٦٣٧؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٥١٣؛ وهمع الهوامع ١/ ٢٢٥).
اللغة: المنة: الإنعام والإحسان؛ مَنْ عليه يَمُنُّ: أحسن وأنعم.
المعنى: كثيراً ما كان لنا فضل وإحسان قدمناه لكم منذ القديم، ولكنكم لا تعرفون معنى أن يحسن إليكم، فأنتم جاحدون.