· (مع): اسم؛ بدليل التنوين في قولك «معا»
  أنه بدل منه، أو على إضمار: أعني؛ ولك أن تُعيده على ما بعده وهو «براءة»: إما على أنه بدل منه مثل «رأيته زيداً» فمفعول «بدأت» محذوف، أو على أن الفعلين تَنَازَعَاهَا فأعمل الثاني مُتسعاً فيه بإسقاط الباء، وأضمر الفضلة في الأول، على حد قوله [من الطويل]:
  ٥٤٤ - إذا كنتَ تُرْضِيهِ وَيُرْضِيكَ صَاحِبٌ ... جِهَاراً فَكُنْ فِي الْغَيْبِ أَحْفَظَ لِلْوُدُ
  ***
  · (مع): اسم؛ بدليل التنوين في قولك «معاً» ودخول الجار في حكاية سيبويه «ذهبت من معه»، وقراءة بعضهم {هَذَا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ}[الأنبياء: ٢٤]، وتسكين عينه
  أي: براءة بدلاً منه أي من الضمير قوله: (مثل رأيته زيداً) أي: فزيداً بدل من الضمير وذلك جائز أي بدل الظاهر من الضمير. قوله: (متسعاً فيه بإسقاط الباء) أي: لأن بدأ إنما يتعدى بالباء لا بنفسه. قوله: (وأضمر الفضلة الأول) أي كما هو رأي غير ابن مالك، وأما مذهبه فلا يجوز أن يضمر في الأول المهمل إلا ضمير الرفع، وأما ضمير الفضلة فيلزم حذفه لما في بقائه من الإضمار قبل الذكر واغتفر ذلك في ضمير الرفع لكونه عمدة. قوله: (على حد قوله الخ) لم يعلم قائله وبعده:
  وألغ أحاديث الوشاة فقلما ... يحاول واشٍ غير إفساد ذي ودّ
  وقوله: على حد الخ أي فهذا مثل الذي قبله في كونه أضمر الأول الفضلة. قوله: (إذا كنت ترضيه) أي: فالأصل إذا كنت ترضي صاحباً ويرضيك صاحب فصاحباً تنازعه كل من ترضي الأول والثاني وأعمل الثاني وأضمر في الأول ضمير النصب.
  (مع) قوله: (بدليل التنوين الخ) وجه الاستدلال أن مع لا تخرج عن المعاني الثلاثة الآتية فحيث تكون اسماً لموضع الاجتماع أو لزمانه يجوز أن يلحقها التنوين وهو آية الاسمية وحيث تكون اسماً مرادفاً لعند يجوز أن تدخل عليها من الجارة كحكاية سيبويه لذلك المثال، ودخول الجار على كلمة مع دليل على إنها اسم قوله: (ذهبت من معه)
٥٤٤ - التخريج: البيت بلا نسبة في (الأشباه والنظائر ٥/ ٢٨١؛ وأوضح المسالك ٢/ ٢٠٣؛ وتخليص الشواهد ص ٥١٤؛ والدرر ٥/ ٣١٩؛ وشرح الأشموني ١/ ٢٥؛ وشرح التصريح ١/ ٣٢٢؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٧٤٥؛ وشرح ابن عقيل ص ٢٧٩؛ والمقاصد النحوية ٣/ ٢١؛ وهمع الهوامع ٢/ ١١٠).
اللغة والمعنى: الغيب: في الغياب.
يقول: إذا كنت تتصافى الود بينك وبين صديقك، ورضي كلّ منكما بالآخر علانية، فعليك أن تكون في غيابه أشد حرصاً على هذه المودة، أو العهد.