الرابع عشر: التوكيد
  {وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ}[البقرة: ٧٤، ٨٥، ١٤٠]، وقولهم: «لا خَيْرَ بخيرٍ بَعْدَه النار» إذا لم تحمل على الظرفيَّة؛ ومُوجَبٌ فيتوقف على السماع، وهو قول الأخفش ومَنْ تابعه، وجعلوا منه قوله تعالى: {جَزَاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا}[يونس: ٢٧] وقول الحماسي [من الوافر]:
  ١٦١ - [فَلا تَطْمَعْ، أبَيْتَ اللَّعْنَ، فِيهَا] ... وَمَنْعُكَهَا بِشَيْءٍ يُسْتَطاعُ
  والأولى تعليق {بِمِثْلِهَا} باستقرار محذوف هو الخبر، و «بشيء» بـ «منعكها»، والمعنى: ومنعكها بشيء ما يستطاع؛ وقال ابن مالك في «بحسبك زيد» إن «زيداً» مبتدأ مؤخر، لأنه معرفة و «حسب» نكرة.
  والخامس: الحال المنفي عاملها، كقوله [من الوافر]:
  ١٦٢ - فَمَا رَجَعَتْ بِخَائِبَةٍ ركابٌ ... حَكِيمُ بْنُ المُسَيَّبِ مُنْتَهَاها
  قوله: (لا خير) اسم لا وبخير خبرها أي لا خير خير بعده النار فزيدت الباء في خبر لا النافية. قوله: (إذا لم تحمل على الظرفية) أي: وإلا فلا تكون زائدة والظاهر أنها للظرفية وحينئذ فالأول التمثيل بقوله:
  فكن لي شفيعاً يوم لاذو شفاعة ... بمغن فتيلا عن سواد بن قارب
  فإن الباء في قوله بمغن زائدة من غير نزاع قوله: (فيتوقف على السماع) أي: بخلاف المنفي فإن الزيادة فيه متعينة. قوله: (وهو) أي: توقف الزيادة على السماع في الموجب. قوله (وجعلوا منه) أي: من هذا القسم قوله وجزاء سيئة بمثلها أي مثلها أي سيئة مثلها قوله: (بشيء يستطاع) أي: شيء قوله: (وحسبك نكرة) أي: فيكون خبراً لذلك المبتدأ فقد جوز زيادتها في الخبر الموجب. قوله: (بخائبة) الخيبة حرمان المطلوب
١٦١ - التخريج: البيت لعبيدة بن ربيعة في (شرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص ٢١١؛ ولرجل من تميم في تخليص الشواهد ص ٨٩؛ وله أو لعبيدة بن ربيعة في خزانة الأدب ٥/ ٢٦٧، ٢٩٩؛ ولرجل من تميم أو لقحيف العجلي في شرح شواهد المغني ١/ ٣٣٨؛ والمقاصد النحوية ١/ ٣٠٢؛ وبلا نسبة في الجنى الداني ص ٥٥؛ ورصف المباني ص ١٥٠).
اللغة: أبيت اللعن: دعاء بالصلاح ومحبة الناس حتى لا يوجد من يلعنه. منعكها: منعك إياها.
المعنى: لا تطمع بها - جعلك الله ممن لا يُلْعَنون - فإن بالمقدور أن أمنعك منها، وعدم حصولك عليها شيء مستطاع.
١٦٢ - التخريج البيت للقحيف العقيلي في (خزانة الأدب ١٠/ ١٣٧؛ وبلا نسبة في تخليص الشواهد ص ١٧٧؛ والجنى الداني. ٥٥؛ وجواهر الأدب ٥٤؛ وخزانة الأدب ١٠/ ٢٧٨؛ والدرر ٢/ ١٢٨؛ وشرح شواهد المغني ١/ ٣٣٩؛ ولسان العرب ١٥/ ٢٩٣ (مني)؛ وهمع الهوامع ١/ ١٢٧).
اللغة: الخائبة: التي لم تحقق غرضها الركاب: جماعة الراكبين البشر، كالركبان. حكيم بن المسيب: كريم من بني قشير. منتهاها: غايتها، آخر مشوارها.