ما يحتمل النوعين
  ٨٦٧ - إذَا قِيلَ سِيرُوا إِنْ لَيْلَى لَعَلَّهَا ... جَرَى دُونَ لَيْلَى مَائِلُ الْقَرِنِ أَعْضَبُ
ما يحتمل النوعين
  يكثر بعد الفاء نحو: {فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ}[النساء: ٩٢، والمجادلة: ٣]، {فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ}[البقرة: ١٨٤، ١٨٥]، {فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ}[البقرة: ١٩٦]، {فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ}[البقرة: ٢٨٠] أي: فالواجبُ كذا، أو فعَلَيْهِ كذا، أو فعليكم كذا.
  ويأتي في غيره نحو: {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ}[يوسف: ١٨، ٨٣] أي أمري، أو أمثَلُ، ومثله {طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ}[محمد: ٢١] أي أمرنا أو أمثَلُ، ويدل للأول قوله [من الطويل]:
  قوله: (إن ليلى) خبر إن قوله لعلها مع الخبر المحذوف قوله: (جرى الخ) جواب إذا والقرن بالنون والأعضب مكسور شبه المانع بكبش كذلك بجامع القبح. قوله: (ما يحتمل النوعين) أي: حذف المبتدأ أو حذف الخبر. قوله: (يكثر بعد الفاء) أي: عقيبها من غير فاصل بينه وبينها اهـ - شمني قوله: (أي فالواجب) هذا المبتدأ المحذوف، هو وقوله كذا هو المذكور من التحرير وما معه. قوله: (أو فعليكم الخ) هذا ناظر للأخير إذ لا يصح فيه إلا ذلك أي فعليكم نظرة. قوله: (ويأتي في غيره) أي: في غير هذه الفاء.
  قوله: (ويأتي في غيره) أي: في غير ما هو بعد الفاء بالمعنى الذي ذكرناه فلا يرد فصبر جميل؛ لأن احتماله للنوعين، وإن كان بعد الفاء إلا أنه ليس بعدها بالمعنى المذكور شمني قوله: (ويدل للأول) أي: تقدير المبتدأ قوله أمرك طاعة أي فقد وقع لفظ الطاعة في كلام العرب خبراً. لفظ الأمر فترجح بذلك أنه عند احتمال مبتدأ مذكور هو عن الحذف يجعل خبر المبتدأ محذوف تقديره أمر. قوله: (ويدل للأول) قال الدماميني: فيه نظر لأنه لا يلزم من وقوع لفظ طاعة في تركيب ما خبراً عن مبتدأ مذكور هو لفظ الأمر أن يكون كذلك في كل تركيب ثم الظاهر أن الأمر في البيت واحد الأوامر وهو ضد النهي أي الشأن أمرك ذو طاعة أي مطاع ممتثل والأمر المقدر في الآية واحد الأمر وهو بمعنى فكيف يجعل الأول دليلاً على الثاني، قال الشمني لم يدع المصنف لزوم ذلك لزوماً عقلياً، وإنما يريد أنه لما وقع في كلام العرب لفظ طاعة في تركيب خبراً عن مبتدأ مذكور هو لفظ الأمر ولم يقع في كلامهم مبتدأ حذف خبره ترجح بذلك أنه عند الحذف خبر
٨٦٧ - التخريج البيت بلا نسبة في (تذكرة النحاة ص ٥٧٣؛ والصاحبي في فقه اللغة ص ٢٥٦).
اللغة: مائل: منحن. أعضب: مكسور.
المعنى: إذا أردت السير إلى ديار ليلى لملاقاتها على ظن قربها يحول دون ذلك أشياء كثيرة قبيحة غير مستحبة عندي.