حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

· (أتي) بفتح الهمزة وتشديد الياء

صفحة 211 - الجزء 1

  وإذا وقعت بعد «تقول» و «قيل» فعل مسند للضمير حكى الضمير، نحو: «تقول اسْتَكْتَمْتُه الحديث، أي: سألته كتمانه»، يقال ذلك بضم التاء. ولو جئتَ بـ «إذا» مكان «أي» فتحتَ التاء فقلت: «إذا سألتَهُ» لأن «إذا» ظرف لـ «تقول»، وقد نظم ذلك بعضُهم فقال [من البسيط]:

  ١١٥ - إِذَا كَنَيْتَ بـ «أي» فِعْلَا تُفَسِّرُهُ ... فَضُمَّ تَاءَكَ فيهِ ضَمَّ مُعْترِفِ

  وَإِنْ تَكُن بـ «إذا» يَوْماً تُفَسِّرُهُ ... فَفَتْحةُ النَّاءِ أَمْرٌ غَيْرُ مُخْتَلِفِ

  · (أتي) بفتح الهمزة وتشديد الياء - اسم يأتي على خمسة أوجه:

  (١) شرطاً، نحو: {أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى}⁣[الإسراء: ١١٠]، {أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلَا عُدْوَانَ عَلَيَّ}⁣[القصص: ٢٨].

  (٢) واستفهاماً، نحو: {أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا}⁣[التوبة: ١٢٤]، {فَبِأَيِّ حَدِيثٍ


  مفعول لقوله أقلي الذي هو الخبر والنون مبتدأ ولكن ملغاة وإنما لم تكن النون اسمها لأنها ضمير رفع قوله: (حكى الضمير) أي: لم يغير بل يبقى على حاله، وإنما حكى لأن ما بعدها مفسر لما قبلها قوله: (بضم التاء) أي: من سألته كما أنها كذلك في استكتمته. قوله: (ولو جئت بإذا) أي: بعد تقول كما هو الموضوع وبعد أقول نضم فإن كان مبنياً للمفعول جاز الوجهان. قوله: (إذا سألته) بالخطاب وإن كان الأول للتكلم. قوله: (إذا كنيت بأي) أي: والفرد إنها واقعة بعد تقول وقبل فعل مسند للضمير فقد أخل بالشرط المتقدم قوله: (إذا كنيت) أي: سترت أي أتيت بفعل خفي المعنى حال كونك مفسراً فعلاً بأي ولا يصح تعلق بأي بتفسيره وفعلاً مفعول كنيت لأنه يلزم عليه الفصل بين الفعل ومفعوله بالأجنبي. قوله: (بإذا) الباء للمصاحبة لا للآلة لأن إذا ليست مفسرة والمفسر ما بعدها أي وإن تكن مفسراً للفعل مصحوباً لا ذا مما يذكر بعدها.

  (أي) قوله: (أيا ما تدعوا) أيا شرطية معمولة لتدعوا وعامل فيه أي الجزم، وكذا قوله أيما أي شرطية وما صلة والأجلين مضاف إليه وأي معمول لقضيت وعامل أي الجزم. قوله: (أياً ما تدعوا) أي: بدليل جزم تدعوا وإدخال الفاء رابطة على الجملة الإسمية، وقوله: فلا عدوان على أي بدليل الإتيان بالجواب وفاء الربط قوله: (فبأي) متعلق بيؤمنون. قوله:


١١٥ - التخريج: لم نقع عليهما فيما عدنا إليه من مصادر ومراجع.

والبيتان، كما هو واضح، لا يتضمنان شاهداً نحوياً، وإنّما هما نظم للقاعدة النحوية التي تنص على جعل التاء التي هي ضمير رفع متصل، ضميراً للمتكلّم فتضم بعد «أي» التفسيرية وضميراً للمخاطب المفرد المذكر فتفتح بعد «إذا» التفسيرية.