حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

حذف نون التثنية والجمع

صفحة 435 - الجزء 3

  وقيل: ربما جاء في النثر، وخَرَّج بعضُهم عليه قراءة من قرأ {أَلَمْ نَشْرَحْ}⁣[الشرح: ١] بالفتح، وقيل: إنَّ بعضهم ينصب بـ «لم» ويجزم بـ «لَنْ»، ولك أن تقول: لعلَّ المحذوف فيهما الشديدة؛ فيُجاب بأنَّ تقليل الحذف والحمل على ما ثبَتَ حَذْفه أَوْلى.

حذف نون التثنية والجمع

  يحذفان للإضافة، نحو: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ}⁣[المسد: ١]، و {إِنَّا مُرْسِلُو النَّاقَةِ}⁣[القمر: ٢٧]، ولشبه الإضافة، نحو: «لاَ غُلامي زيد»، و «لا مُكْرِمي لعَمْرِو»، إذا لم تقدَّر اللام مُقْحَمَة؛ ولتقصيرِ الصّلة، نحو: «الضَّارِبَا زَيْداً»، و «الصَّارِبُو عَمرا»، الساكنة قليلاً، نحو: {لَذَائِقُو الْعَذَابِ}⁣[الصافات: ٣٨] فيمن قرأه بالنصب، وللضرورة، نحو قوله [من الطويل]:

  ٨٨٤ - هُمَا خُطَّتَا: إِمَّا إِسَارٌ وَمِنَّةٌ، ... وَإِمَّا دَمٌ، وَالْقَتْلُ بِالْحُرِّ أَجْدَرُ


  العيني وليس بصحيح والسوط بدل السيف والقونس بفتح القاف والنون عظم بين الأذنين. قوله: (ألم نشرح) أي: فالأصل لم تشرحن فإن قيل هلا جعلتها الثقيلة قلت لأجل قلة الحذف لأن الثقيلة بحرفين وأيضاً الذي ثبت حذفه وجوباً إنما هو الخفيفة. قوله: (ينصب بلم) أي: فعلى هذا نشرح منصوب بلم. قوله: (ولك أن تقول) أي: على القول الأول. قوله: (تبت يدا أبي لهب) الأصل يدان. قوله: (وإنا مرسلو الناقة) أي: مرسلون الناقة. قوله: (ولشبه الإضافة) أي: بأن يذكر بعد النون اللام التي الإضافة على معناها وهذا بناءً على أن اللام أصلية، أما إذا جعلت زائدة فالحذف للإضافة حقيقة لا لشبهها. قوله: (لذائقو العذاب) أي: لذائقون فحذفت النون لالتقاء الساكنين. قوله: (فيمن قرأه الخ) أما لو قرئ بجر العذاب فالحذف إنما هو للإضافة قوله: (هما خطتا) الأصل خطتان


= اللغة: طارقها: اسم الفاعل من «طرق يطرق» إذا أتى ليلاً. قَوْنَس الفرس: العظم الناتيء بين أذني الفرس.

المعنى: اصرف عن نفسك هموم الحياة وكدرتها بسهولة، كما تضرب نتوء أذني الفرس ليستقيم.

٨٨٤ - التخريج: البيت لتأبط شراً في (ديوانه ص ٨٩؛ وجواهر الأدب ص ١٥٤؛ وخزانة الأدب ٧/ ٤٩٩، ٥٠٠، ٥٠٣؛ والدرر ١/ ١٤٣؛ وشرح التصريح ٢/ ٥٨؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص ٧٩؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٩٧٥؛ ولسان العرب ٧/ ٢٨٩؛ والمقاصد النحوية ٣/ ٤٨٦؛ وبلا نسبة في الخصائص ٢/ ٤٠٥؛ ورصف المباني ص ٣٤٢؛ وشرح الأشموني ٢/ ٣٢٨؛ والممتع في التصريف ٢/ ٥٢٦؛ وهمع الهوامع ١/ ٤٩، ٢/ ٥٢).

اللغة: الإسار: الأسر. ومنة: إطلاق من الأسر من غير فدية. الدم: كناية عن القتل.

المعنى: يقول للهذليين: إن سلمت نفسي إليكم فأنا بين أمرين إما الأسر، وتفضلكم علي بالإطلاق من غير فداء، وإما القتل والقتل خير للحر من أسره وتفضل الناس عليه بالإطلاق.