تنبيه - يخبر بـ «سواء» التي بمعنى «مستو» عن الواحد فما فوقه
  إنها بنيت لإضافتها إلى المبني كما في «غير».
  تنبيه - يخبر بـ «سواء» التي بمعنى «مُسْتَوِ» عن الواحد فما فوقه، نحو: {لَيْسُوا سَوَاءً}[آل عمران: ١١٣] لأنها في الأصل مصدر بمعنى الاستواء، وقد أجيز في قوله {سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ}[البقرة: ٦] كونُها خبراً عما قبلها، أو عمّا بعدها، أو مبتدأ وما بعدها فاعل على الأول، ومبتدأ على الثاني، وخبر على الثالث؛ وأبطل ابن عمرون الأول بأن الاستفهام لا يعملُ فيه ما قبله، والثاني بأن المبتدأ
  خبرية سواء. قوله: (قولهم) أي: في المثال المذكورة وهو جاء الذي سواك. قوله: (والفتح) أي: فتح الهمزة والفتح يدل على عدم الخبرية؛ لأنه لو كان خبراً لكان مرفوعاً. قوله: (كما في غير) أي: فتقول جاء غيرك بفتح غير لبنائها لإضافتها للمبني. قوله: (كما في غير) قال الشاعر:
  لذ بقيس حيث يأبى غيره ... تلقه بحراً مفيضاً خيره
  بفتح غيره على أنه مبني لإضافته للضمير وهو فاعل بالفعل المذكور اهـ. دماميني. قوله: (عن الواحد) الصواب أن يقول عن غير الواحد إذ لا يقال زيد سواء بمعنى مستو لأن الاستواء كالاختصام أمر نسبي لا يتعقل إلا مع متعدد. قوله: (نحو ليسوا) أي: أهل مع الكتاب سواء أي: مستوين. قوله: (لأنها في الأصل الخ) أي: فروعي أصلها، فلم تثن ولم تجمع كالمصدر إذا أخبر به عن غير الواحد نحو الزيدان عدل والزيدون عدل. قوله: (خبراً عما قبلها) وهو الذين كفروا أي خبراً عنه بحسب نفس الأمر وفي الأصل، وإن كان هو الآن خبراً عن أن والمعنى على هذا إن الذين كفروا سواء عليهم إنذارك إياهم وعدمه، فالخبر مفرد، وإن كان له فاعل. قوله: (أو مبتدأ الخ) هذا تتميم للمسألة، وإن كان لا شاهد فيه. قوله: (وما بعدها) وهو أنذرتهم. قوله: (ومبتدأ على الثاني) أي: لأنها جعلت خبراً عما بعدها والمعنى حينئذ إنذارك وعدمه سواء فهو جملة واحدة وقوله: وخبر على الثالث، والمعنى حينئذ إن الذين كفروا سواء عليهم إنذارك وعدمه، فالكلام على الوجه الثاني والثالث جملتان جملة كبرى؛ لأنه أخبر فيها بجملة صغرى وهي سواء عليهم أأنذرتهم اهـ تقرير دردير قوله: (عمرون) بفتح العين وهو مصروف؛ لأنه لا داعي لمنعه، وقال بعضهم: يصح منعه لشبه العجمة العلمة قوله: (الأول) وهو كون سواء خبراً عما قبلها، وأأنذرتهم فاعلاً.
  قوله: (لا يعمل فيه ما قبله) أي: لأنه مستحق للصدارة وجعل ما قبله عاملاً فيه ينافي استحقاقه للصدارة. قوله: (لا يعمل فيه ما قبله) أي: وجعل أأنذرتهم فاعلاً يؤدي إلى عمل ما قبل الاستفهام فيه أي: وإذا كان لا يعمل فلا يصح جعله فاعلاً فبطل هذا الوجه. قوله: (والثاني) أي: وأبطل الثاني وهو جعل ما بعدها وهو أأنذرتهم مبتدأ مؤخراً جعل سواء خبراً مقدماً.