حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

الثالث عشر: الغاية

صفحة 286 - الجزء 1

  القسم الاستعطافي، نحو: «بِاللَّهِ هَلْ قام زيد»، أي: أسألك باللَّهِ مُسْتحلفاً.

  الثالث عشر: الغاية، نحو: {وَقَدْ أَحْسَنَ بِي}⁣[يوسف: ١٠٠] أي: إليَّ، وقيل: ضمن أحسن معنى لطف.

  الرابع عشر: التوكيد وهي الزائدة، وزيادتها في ستة مواضع.

  أحدها: الفاعل وزيادتها فيه واجبة، وغالبة، وضرورة.

  فالواجبة في نحو «أحْسِنُ بِزَيْدِ» في قول الجمهور: إن الأصل: «أحسَن زَيدٌ» بمعنى: صَارَ ذا حُسْن، ثم غُيّرت صيغة الخبر إلى الطلب، وزيدت الباء إصلاحاً للفظ، وأما إذا قيل بأنه أمر لفظاً ومعنى، وإن فيه ضمير المخاطب مستتراً فالباء


  يصح أن تقول وك لأفعلن ولا تك لأفعلن قوله: (الاستعطافي) هو ما كان جوابه طلبياً فقوله: هل قائم زيد طلب لأنه استفهام. قوله: (الاستعطافي) القسم جملة إنشائية أكدت بها جملة أخرى، فإن كانت الأخرى إنشائية أيضاً فهو استعطافي. قوله: (هل قائم زيد) أي: ونحو قوله:

  بربك هل ضممت إليك ليلى ... قبيل الصبح أو قبلت فاها

  قوله: (مستحلفاً) أي: هل قام زيد قوله: (الغاية) أي: انتهاء الغاية فهي بمعنى إلى قوله: (وقيل ضمن الخ) أي: وحينئذٍ فالباء للإلصاق لأن اللطف ملتصق وقائم بالمتكلم. قوله (التوكيد) أي: التقوية وقد ثبت في بعض النسخ وهي الزيادة وعليها فتأنيث الضمير باعتبار الخبر كما هو الغالب عند مخالفة المرجع، ثم فيه تسمح إذ التوكيد مسبب عن الزيادة. قوله: (وهي) أي: الباء المؤكدة الزائدة. قوله: (واجبة) أي: لازمة وقوله وغالبة أي كثيرة. قوله: (في نحو الخ) المراد في فاعل أفعل في التعجب ولا يجوز حذف تلك الباء إلا مع إن وأن كما في:

  وأحبب إلينا أن تكون المقدما

  قوله: (بمعنى صار ذا حسن) أي: وليس المراد فعل الإحسان مع غيره. قوله: (ثم غيرت) أي: لأجل الدلالة على المعنى الذي قصده المتكلم وهو إنشاء التعجب. قوله: (إلى الطلب) أي: إلى صورة الطلب. قوله: (إصلاحاً للفظ) علة للزيادة فقط وحذف علة التغيير. قوله: (إصلاحاً للفظ) أي: لأنه لما غير للطلب فصار أحسن زيد فيلزمه بحسب الصورة أن فعل الأمر رفع الظاهر فأتى بالباء ليكون زيد صورته صورة فضلة وإعرابه أحسن فعل ماض مبني على فتح مقدر على آخره منع من ظهوره اشتغال المحل بالسكون العارض لأجل تغيير الصيغة وبزيد الباء زائدة وزيد فاعل مرفوع بضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال الحمل بحركة حرف الجر الزائد قوله: (وإن فيه ضمير المخاطب) أي: كل أمر يصلح للمخاطبة لا مخاطب معين، والمعنى أحسن يا مخاطب بزيد أي صفة