الثاني: «حيث»، وتختص بذلك عن سائر أسماء المكان
  اختصاص المستقبل بالفعليّة بقوله تعالى: {يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ}، وبقول الشاعر [من الطويل]:
  ٦٥٩ - وَكُنْ لِي شَفيعاً يَوْمَ لا ذُو شَفَاعَةٍ ... بمُغْنِ قتيلاً عَنْ سَوَادِ بْنِ قَارِبِ
  وأجاب ابن عصفور عن الآية بأنه إنَّما يُشترط حَمْلُ الزَّمان المستقبل على «إذا»، إذا كان ظرفاً، وهي في الآية بدل من المفعول به لا ظرف ولا يأتي هذا الجواب في البيت، والجواب الشامل لهما أن يوم القيامة لما كان محقق الوقوع جعل كالماضي؛ فحمل على «إذ»، لا على «إذا»، على حد {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ}[الكهف: ١٠٠].
  الثاني: «حيث»، وتختص بذلك عن سائر أسماء المكان وإضافتها إلى الجملة لازمة، ولا يُشترط لذلك كونُهَا ظرفاً، وزعم المهدوي شارحُ الدُّرَيدِيَّة - وليس
  قوله: (اختصاص المستقبل) أي: الزمن المبهم المستقبل. قوله: (بقوله تعالى يوم هم بارزون) أي: فإن اليوم هنا مبهم مستقبل وقد أضيف للجملة الإسمية. قوله: (وبقول الشاعر) أي: سواد بن قارب قوله: (يوم لا ذو شفاعة) أي: فذو اسم لا النافية للوحدة وقوله: بمغن أي: نافع خبرها والجملة في محل جر بإضافة يوم إليه ولا شك أن اليوم مبهم ومستقبل ومع ذلك أضيف للجملة الاسمية. قوله: (فتيلا) بالفاء والتاء وهو الخيط الأبيض الذي يكون في نواة البلحة أي لا صاحب شفاعة مغنياً قدر فتيل. قوله: (عن سواد بن قارب) هو صحابي جليل كان له اجتماع ببعض الجن فأخبر ببعث النبي ﷺ قوله: (على إذا إذا كان ظرفاً الخ) حاصل هذا الجواب أن قول سيبويه أن الزمن المبهم إذا كان مستقبلاً يختص بالفعلية مشروط بما إذا كان الزمن المبهم ظرفاً وفي الآية ليس ظرفاً بل بدلاً وهذا جواب عن الاحتمال الأول في الآية لا على احتمال الثاني من كونه ظرفاً. قوله: (ولا يتأتى هذا الجواب في البيت) أي: لأن المعنى كن لي شفيعاً في ذلك اليوم فهو ظرف قطعاً قال الدماميني يمكن تخريج البيت بإضمار يكون وزيادة الباء في خبرها أي يوم لا يكون ذو شفاعة مغنياً وحينئذ فيوم قد أضيف للجملة الفعلية. قوله: (على حد ونفخ في الصور) أي: فقد عبر عن النفخ الاستقبالي بالفعل الماضي لتحقيق وقوعه. قوله: (الثاني) أي: من الأسماء الثمانية التي تضاف للجملة. قوله: (وتختص بذلك) أي: بإضافتها للجملة عن سائر أسماء المكان إذ هي إنما تضاف لمفرد. قوله: (كونها ظرفاً) أي: بل هي
٦٥٩ - البيت لسواد بن قارب في (الجنى الداني ص ٥٤، والدرر ٢/ ١٢٦، ٣/ ١٤٨، وشرح التصريح ١/ ٢٠١، ٢/ ٤١، وشرح عمدة الحافظ ص ٢١٥؛ والمقاصد النحوية ٢/ ١١٤، ٣/ ٤١٧، وبلا نسبة في الأشباة والنظائر ٣/ ١٢٥؛ وشرح الأشموني ١/ ١٢٣؛ وشرح شواهد المغني ص ٨٣٥؛ وشرح ابن عقيل ص ١٥٦؛ وهمع الهوامع ١/ ١٢٧، ٢١٨).
شرح المفردات: الشفيع: المساعد الفتيل: الشيء القليل، وأغنى فتيلاً: أي شيئاً.
المعنى: يطلب الشاعر من مخاطبه أن يكون له شفيعاً يوم عزّ عليه الشفيع.