حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

مسألة

صفحة 264 - الجزء 3

  الزيادة؛ ولو ثبت نحو: «سَرَّنِي مَا مُعْجب لك» لثبت ذلك، انتهى. ولا أعلمهم زادوا ما بعد الباء إلا ومعناها السببية، نحو: {فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ}⁣[المائدة: ١٣]، {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ}⁣[آل عمران: ١٥٩].

  ***

  مسألة - إذا قلت: «أَعْجَبَنِي مَنْ جَاءَكَ» احتمل كون «مَنْ» موصولة أو موصوفة، وقد جوّزوا في {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ}⁣[البقرة: ٨]، وضعف أبو البقاء الموصولة، لأنها تتناول قوماً بأعيانهم، والمعنى على الإبهام، وأجيب بأنها نزلت في عبد الله بن أُبي وأصحابه.


  تعلق القدرة ولا ينفق منه قوله: (نحو سرني ما معجب لك) أي: فالياء مفعول وما فاعل ومعجب بالرفع صفة لما وصفه المرفوع مرفوع. قوله (نحو سرني ما معجب لك لثبت ما ذلك) أي: لثبت مجيء بما نكرة موصوفة لانتفاء احتمال الزيادة في نحو سرني ما معجب لك لأن ما إنما تزاد بين الجار والمجرور فيه نظر فقد مضى في ما الزائدة أنها تقع بعد الرافع كقولك شتان ما زيد وعمرو وأيضاً يحتمل أن تكون موصولة حذف صدر صلتها قال الدماميني في كلام المصنف إشعار بموافقة أبي حيان على أنه لو سمع سرني ما معجب لك لثبت كون ما موصوفة والظاهر أنه لا يثبت ولو سمع ذلك لاحتمال أن تكون موصولة حذف صدر صلتها ويمكن الجواب بأن كلام أبي حيان إنما هو على الأصل وهو عدم الحذف والحاصل أنه لا يلزم من ثبوت سرني ما معجب لك ثبوت كون ما نكرة موصوفة لجواز كونها في هذا المثال زائدة بين الفعل ومرفوعة أو أنها غير زائدة بل موصول اسمي وحذف صدر صلته اهـ تقرير شيخنا دردير.

  قوله: (لثبت ذلك) أي: مجيئها نكرة موصوفة؛ لأن هذا الاحتمال فيه. قوله: (ولا أعلمهم الخ) هذا رد من المصنف على أبي حيان في قوله إن ما في قولهم مررت بما لك تحتمل أن تكون زائدة وحاصله أن ما إنما تزاد بعد الباء إذا كانت الباء للسببية معجب وهنا في قوله مررت بما معجب لك للإلصاق لا للسببية فدل على أن ما غير زائدة فتم كونها نكرة موصولة. قوله: (ومن الناس الخ) اعترض بأنه لا فائدة في هذا الإخبار إذ من المعلوم أن من يقول آمنا الخ من الناس وأجيب بأن الفائدة حصلت من الإخبار بالبعضية أي: إن الذي قال ذلك بعضهم لا كلهم. قوله: (بأنها نزلت الخ) أي: وحينئذ فليس المعنى على الإبهام.