باب المنصوبات المتشابهة
باب المنصوبات المتشابهة
  ما يحتمل المصدرية والمفعولية - من ذلك نحو: {وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا ٧٧}[النساء: ٧٧]، {وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا ١٢٤}[النساء: ١٢٤]، أي: ظلماً ما أو خيراً ما، أي: لا تُنْقَصُونه مثل {وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا}[الكهف: ٣٣]، ومن ذلك {ثُمَّ لَمْ يَنْقُصُوكُمْ شَيْئًا}[التوبة: ٤]، أي: نقصاً أو خيراً؛ وأما {وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا}[التوبة: ٣٩] فمصدر، لاستيفاء «ضَرَّ» مفعوله؛ وأَما {فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ}[البقرة: ١٧٨] فـ «شيء» قبل ارتفاعه مصدر أيضاً، لا مفعول به، لأن «عفا» لا يتعدى.
  ما يحتمل المصدريَّة والظرفية والحالية - من ذلك «سِرْتُ طويلا» أي: سيراً طويلاً، أو زمناً طويلاً؛ أو سِرْتُه طويلاً، ومنه {وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ ٣١}[ق: ٣١] أي: إزلافاً غير بعيد أو زمناً غير بعيد أو أزلفته الجنة - أي: الإزلاف - في حالة كونه غير بعيد، إلا أن هذه الحال مؤكدة؛ وقد يجعل حالاً من «الجنة» فالأصل
  قوله: (ما يحتمل المصدرية والمفعولية) أي: كونه مفعولاً به. قوله: (قتيلاً) هو ما يكون في شق النواة، وقيل: ما يكون بين الإصبعين من الوسخ والنقير ما يكون في النقرة التي في ظهر النواة والمراد هنا أقل قليل كما أشار له بقوله أي ظلماً ما، أي: أي ظلم، فهو مفعول مطلق. قوله: (أو خيراً) إشارة إلى كونه مفعولاً به فالمراد بالفتيل والقير الخير لكن على تأويل تظلمون وتضمينه بتنقصون. قوله: (ولم تظلم منه شيئاً) أي: تنقص. قوله: (ومن ذلك) أي: المحتمل قوله: (أي نقصاً) بيان لكونه مصدراً وقوله أو خيراً بيان لكونه مفعولاً به. قوله: (الاستيفاء ضر مفعوله) يحتمل أن يكون الضمير المنصوب من قوله تعالى ولا ضرورة عائداً على المصدر المفهوم من الفعل، وشيئاً مفعول به، أي: ولا تضر والضرر شيئاً من الأشياء وتعبير المصنف بضر غير مناسب؛ لأن المذكور في الآية مضارع لا ماض اهـ دماميني. قوله: (فمن عفى له من أخيه) هو ولي المقتول وقيل له أخوه؛ لأنه لابسه من جهة أنه ولي الدم ومطالبه، وقوله شيء، أي من العفو قوله: (أي سيراً طويلاً) أي: فالمثال على حذف الموصوف المصدر أو الموصوف الظرف وهو زمناً. قوله: (أو سرته وأزلفت الخ) أي: فيحتمل وأزلفت إزلافاً غير بعيداً وأزلفت زمناً غير بعيد ويحتمل الحالية، أي: أزلفته غير بعيد قوله: (أو زمناً غير بعيد) أي: فهنا ذكره؛ لأن الجنة بمعنى البستان، أو على معنى النسب أي غير ذات بعد قوله: (إلا أن هذه الحال مؤكدة) أي: لعاملها وهو أزلفت ولراحبها وهو الإزلاف؛ لأن الإزلاف معناه القرب وأزلفت معناه قربت، ولا شك أن معنى قوله غير بعيد أنها قريبة؛ لأن غير البعيد هو القريب. قوله: (وقد يجعل)