حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

تنبيه - الخلاف إنما هو عند التردد

صفحة 389 - الجزء 3

  أيضاً: كل من المبتدأين عامل في الخبر؛ فالأولى إعمال الثاني لقربه، ويلزم من هذا التعليل أن يُقال بذلك في مسألة الإضافة.

  تنبيه - الخلافُ إنما هو عند التردُّد، وإلا فلا تردُّدَ في أن الحذف من قوله [من المنسرح]:

  ٨٥٦ - نَحْنُ بِمَا عِنْدَنَا، وَأَنْتَ بِمَا ... عِنْدَكَ رَاضِ، وَالرَّأْيُ مُخْتَلِفُ

  وقوله [من الطويل]:

  خَلِيلَيَّ هَلْ طِبْ؟ فإنِّي وأَنْتُمَا، ... وَإِنْ لَمْ تَبُوحَا بِالْهَوَى، دَنِفَانِ

  ومن الثاني في قوله تعالى: {قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ}⁣[الإسراء: ١٨٨]، إذ لو كان الجواب للثاني لجزم، فقلنا بذلك


  (عامل في الخبر) أي: على طريق التنازع ولم يجزه الجماعة.

  قوله: (فالأولى الخ) أي: لأن المذهب البصري يرجح أعمال الثاني في باب التنازع. قوله: (في مسألة الإضافة) أي: فيقال أن الاسمين تنازعا المضاف إليه وأعمل الثاني لقربه. قوله: (في مسألة الإضافة) أي: فالمنصوص في المبتدأين لا في الإضافة فيقاس عليه. قوله (الخلاف) أي: في المسألة السابقة قوله: (عند التردد) أي: الاحتمال، وأما إن قامت قرينة على محله تعين قوله: (في أن الحذف من الأول) أي: لأن إفراد الخبر وهو راض يعين أنه خبر عن المبتدأ الثاني وخبر الأول محذوف أي رضوان. قوله: (هل طب) أي: طبيب فإني أي دنف وقوله دنفان أي هالكان من العشق. قوله: (ومن الثاني) أي: ولا تردد في أن الحذف من الثاني في قوله الخ. قوله: (قل لئن اجتمعت الإنس والجن الخ) اللام موطئة للقسم، وإن حرف شرط جازم واجتمعت فعل الشرط ولا يأتون جواب القسم لأنه إذا اجتمع شرط وقسم حذف جواب المتأخر وجوباً. قوله: (إذ لو كان الجواب للثاني) هو الشرط. قوله: (فقلنا بذلك) أي: يجعل الجواب للثاني في نحو إن أكلت الخ قياساً على ما سبق مما إذا اجتمع شرط وقسم، قال الدماميني: ظاهره أن القول بذلك في هذه اليمين إنما هو بطريق القياس على ما سبق فقط مع أن في اليمين دليلاً على ذلك غير القياس لأن الجواب لو كان للثاني وهو وجوابه


٨٥٦ - التخريج البيت لقيس بن الخطيم في (ملحق ديوانه ص ٢٣٩؛ وتخليص الشواهد ص ٢٠٥؛ والدرر ٥/ ٣١٤؛ والكتاب ١/ ٧٥؛ والمقاصد النحوية ١/ ٥٥٧؛ ولعمرو بن امرئ القيس الخزرجي في الدرر ١/ ١٤٧؛ وشرح أبيات سيبويه ١/ ٢٧٩؛ وشرح شواهد الإيضاح ص ١٢٨؛ وبلا نسبة في شرح الأشموني ١/ ٤٥٣؛ والصاحبي في فقه اللغة ص ٢١٨؛ وهمع الهوامع ٢/ ١٠٩).

اللغة: الرأي: الاعتقاد.