حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

الثالث: أن يقعا صلة

صفحة 539 - الجزء 2

  من أن هذا الاستقرار معناه عدم التحرك، لا مطلق الوجود والحصول، فهو كَوْن خاص.

  الثالث: أن يقعا صلة، نحو: {وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ عِنْدَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ}⁣[الأنبياء: ١٩].

  الرابع: أن يقعا خبراً، نحو: زيد عندك، أو في الدَّارِ»، وربّما ظهر في الضرورة، كقوله [من الطويل]:

  ٦٩٠ - لَكَ الْعِزُّ إِنْ مَوْلاكَ عَزَّ وَإِن يَهُنْ ... فَأَنْتَ لَدَى بُحْبُوحَةِ الْهُونِ كَائِنُ

  وفي شرح ابن يعيش: متعلّق الظرف الواقع خبراً؛ صرح ابن جني بجواز إظهاره؛ وعندي أنه إذا حُذِف ونُقِل ضميره إلى الظرف لم يجز إظهاره، لأنه قد صار أصلاً مرفوضاً، فأما إن ذكرته أوّلاً فقلت: «زيد استقرَّ عندك»، فلا يمنع مانع منه،


  أن الظرف في هذه الآية وقد وقع حالاً وذكر متعلقه. قوله: (فهو كون خاص) أي: وهو واجب الذكر إلا لدليل أي وكلامنا في الاستقرار العام لا في الخاص فلا يرد. قوله: (وله من في السموات والأرض) أي: يكون أو يوجد. قوله: (ومن عنده) أي: ومن ثبت أو استقر. قوله: (وربما ظهر) أي: الاستقرار العام الذي هو متعلق الخبر. قوله: (لك العز) الخطاب لعبد وقوله إن مولاك أي سيدك أيها العبد، وقوله عزاي عزه الناس، وقوله يهن أي وإن يذل فأنت الخ ويهن من هان يهون ضد عزا فإذا دخله الجازم صار يهون فتحذف الواو لالتقاء الساكنين فهو بفتح الياء وضم الهاء كذا ضبطه الشارح والمحشي ولكن ضبط السيوطي في الشواهد بأنه بالبناء للمفعول قوله: (كائن) أي: فكائن متعلق لدى الذي هو ظرف مخبر به عن أنت وقد يقال لا نسلم أن لدى متعلق بكائن الجواز كائن اسم فاعل من كان الناقصة وخبرها محذوف ولدى متعلق بذلك الخبر المحذوف أي إن يهن فكائن أنت مستقر الذي بحبوحة الخ سلمنا تعلق لدى بكائن فلم يجوز أن يكون الكون خاصاً بجعل كائن اسم فاعل من كان التامة فهو بمعنى الثبوت الاستمراري وعدم التزلزل وهو خاص أي أنت ثابت دائماً عند بحبوحة الخ وكلامه في الكون العام لا الخاص اهـ تقرير دردير قوله: (بجواز إظهاره) أي: إظهار ذلك المتعلق بياء على نسخة متعلق الظرف وفي نسخة الظرف الواقع الخ وحينئذ فقوله بجواز إظهاره أي الظرف أي متعلقه وقوله بجواز إظهاره أي سواءً نقل الضمير إلى الظرف أم لا. قوله: (فأما إن ذكرته أولاً) أي: إن ذكرت أولاً المتعلق وذكرت الظرف بعد فلا يمنع أي لأن ذكر المتعلق أولاً يدل على أنه لم ينقل الضمير إلى الظرف بل مستتر في


٦٩٠ - التخريج البيت بلا نسبة في الدرر (٢/ ١٨، ٥/ ٣١٣؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٨٤٧؛ ومغني اللبيب ٢/ ٤٤٦؛ والمقاصد النحوية ١/ ٥٤٤؛ وهمع الهوامع ١/ ٩٨، ٢/ ١٠٨).

اللغة: المولى: السيد أو العبد. الهون: الذل.