تنبيه - وقع لمكي وأبي البقاء
  ٦٤٦ - جَشَأَتْ فقلتُ: اللَّذْ خَشِيتِ لَيَأتِيَنُ ... [وَإِذَا أَتَاكِ فَلَاتَ حِينَ مَنَاصِ]
  وعندي لما استدل به تأويل لطيف، وهو أن المبتدأ في ذلك كله ضمن معنى الشرط، وخبره منزل منزلة الجواب؛ فإذا قُدّر قبله قَسَم كان الجواب له؛ وكان خبر المبتدأ المشبه لجواب الشرط محذوفاً، للاستغناء بجواب القسم المقدَّر قبله؛ ونظيره في الاستغناء بجواب القسم المقدَّر قبل الشرط المجرَّد من لام التوطئة نحو: {وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ}[المائدة: ٧٣] التقدير: والله ليمس لئن لم ينتهوا يمسن.
  تنبيه - وقع لمكي وأبي البقاء وهم في جملة الجواب فأعربَاهَا إعراباً يقتضي أن لها موضعاً.
  فأما مكي فقال في قوله تعالى: {كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ}[الأنعام: ١٢] إن «ليجمعنكم» بدل من «الرحمة»، وقد سبقه إلى هذا الإعراب غيره، ولكنه زعم
  قوله: (ليأتين) خبر عن قوله اللذ قوله (لما استدل به) أي: ابن مالك على الجواز أي عندي: تأويل يخرجه عن الاستدلال فمنع ثعلب مسلم وقد علمت أن الحق الجواز وهذا تأويل بعيد ا يمنع من الاستدلال قوله: (أن المبتدأ في ذلك كله الخ) مثلاً والذين آمنوا وعملوا الصالحات لنهدينهم الخ تقديره إن آمنوا وعملوا الصالحات لنهدينهم فإذا قدر القسم قبل الشرط كان المعنى والله إن آمنوا وعملوا الصالحات لنهدينهم فلنهدينهم جواب القسم المقدر والمبتدأ المضمن معنى الشرط خبره محذوف، وحينئذ فلم تقع الجملة القسمية خبر المبتدأ. قوله: (كان الجواب له) أي: لأن القاعدة أنه إذا اجتمع شرط وقسم فالجواب للسابق ويحذف جواب المتأخر، فكذا يقال في المبتدأ المنزل منزلة الشرط مع القسم. قوله: (المجرد) صفة للشرط. قوله: (لئن لم ينتهوا) الصواب إن لم ينتهوا لأن أداة الشرط مجردة من اللام إلا أن يقال إنه قدر اللام هنا مع أداة الشرط ليكون من الشرط المقرون بلام التوطئة التي تدل على القسم المحذوف قطعاً وإلا فلا ملجاء لها. قوله: (وهم) بفتح الهاء أي غلط، وأما بسكونها فهو توجه القوة الواهمة شيء وليس مراداً هنا. قوله: (في جملة الجواب) أي: جواب القسم. قوله: (بدل من الرحمة) أي: التي هي مفعول كتب فمقتضاه أن جملة ليجمعنكم لها محل مع أنها جواب لقسم مقدر فلا محل لها قوله: (ولكنه) أي: ذلك
٦٤٦ - التخريج البيت بلا نسبة في (شرح شواهد المغني ٢/ ٨٣٠).
اللغة: اللذ: أصله الذي كقول الشاعر [من الرجز]:
فظللت في شك من اللذ كيدا ... كاللذ تزبي زبية فاصطيدا
مناص مهرب، أو مفر. جشات: ثارت للقيء.
المعنى: لقد اعتمل الحزن وغلى في نفسي، فخاطبتها قائلاً مِمَّ تخافين، فإذا قضى الله فلا راد ولا مفر من قضائه.