حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

الخامس: قد يوصل بالمحكية غير محكي

صفحة 474 - الجزء 2

  بناء لا إعراب، و «أشد»: خبر لـ «هو» محذوفاً، والجملة صلة.

  والثالث: أن تكون في موضع المفعولين، نحو: {وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا}⁣[طه: ١]، {لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى}⁣[الكهف: ١٢]، ومنه {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ}⁣[الشعراء: ٢٢٧] لأن «أيا» مفعول مطلق لـ «ينقلبون»، لا مفعول به لـ «يعلم»، لأن الاستفهام لا يعمل فيه ما قبله ومجموعة الجملة الفعلية في محل نصب بفعل العلم.

  ومما يوهمون في إنشاده وإعرابه [من الطويل]:

  ٦٥٧ - سَتَعْلَمُ لَيْلَى أَي دَيْنِ تَدَايَنَتْ ... وَأَيُّ غَرِيم لِلتَّقَاضِي غَرِيمُهَا

  والصواب فيه نصب «أي» الأولى على حد انتصابها في {أَيَّ مُنْقَلَبٍ} إلا أنها


  يونس فلو قال لأن نزع ليس بفعل قلبي وأي ليست استفهامية ويكون الرد بقولنا ليست الخ كان أولى وإلا فهذه العلة التي ذكرها لا ترد على يونس لأن مذهبه أن التعليق ليس خاصاً بأفعال القلوب. قوله: (والثالث) أي: من أقسام الجملة الواقعة مفعولاً في باب التعليق. قوله: (ولتعلمن) اللام موطئة للقسم والفعل بعدها مضارع مرفوع بالنون المحذوفة لتوالي الأمثال والواو المحذوفة فاعل وجملة أينا أشد في محل نصب سدت مسد مفعولي يعلم وأينا مبتدأ وأشد خبر. قوله: (أي الحزبين أحصى) أي: مبتدأ وأحصى خبر وجملة أي الحزبين أحصى في محل نصب سدت مسد مفعولي نعلم قوله: (ظلموا) صلة الذين الواقعة فاعلاً وقوله أي مفعول مطلق ومنقلب بمعنى انقلاب مضاف لأي وجملة ينقلبون معلقة أي ينقلبون أي انقلاب قوله (لأن أيا مفعول مطلق) علة لمحذوف أي وإنما كانت الجملة في هذه الآية في موضع المفعولين لا في موضع المفعول الثاني فقط وأي مفعول أول لأن أيا الخ. قوله: (لا يعمل فيه ما قبله) أي: لأن له الصدارة. قوله: (بفعل العلم) أي: سادة مسد مفعولية.

  قوله: (ومما يوهمون) هو كيغلطون وزناً ومعنى وماضيه وهم كغلط وإنما لم تحذف واو المضارع إذ ليس أصل عيبه الكسر بخلاف يهب وإنما فتحت الهاء في يهب لكونها حرف حلق. قوله: (في انشاده) أي: برفع أي الأولى وقوله وإعرابه أي حيث جعل أي مبتدأ والجملة معلقة وعطف إعرابه عطف مسبب على سبب. قوله: (والصواب فيه نصب أي الأولى) أي: لأن رفعها على أنها مبتدأ فيه قطع العامل على العمل بعد تهيئته له وذلك


٦٥٧ - التخريج: البيت بلا نسبة في (شرح شواهد المغني ٢/ ٨٣٤، ٨٨٢).

اللغة: الغريم: يطلق على الدائن وعلى المدين.

المعنى: إن ليلى لا تعلم أي دين عليها لي ولا تعلم من هو خصمها ومدينها الذي ستترافع معه للتقاضي عند الحاكم، وفي البيت تهديد ووعيد ليلى.