حذف الجار
حذف الجار
يكثر ويَطَّرِد مع «أَنَّ» و «أَنْ»، نحو: {يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا}[الحجرات: ١٧]، أي: بأن؛ ومثله {بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ}[الحجرات: ١٧]، {وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي}[الشعراء: ٨٢]، {وَنَطْمَعُ أَنْ يُدْخِلَنَا رَبُّنَا}[المائدة: ٨٤]، {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ}[الجن: ١٨]، أي: ولأن المساجد الله {أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ}[المؤمنون: ٣٥] أي: بأنكم.
وجاء في غيرهما نحو: {قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ}[يس: ٣٩] أي: قدَّرنا له، {وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا}[الأعراف: ٤٥] أي: يبغون لها، {إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ}[آل عمران: ١٧٥] أي: يخوفكم بأوليائه.
وقد يُحذف مع بقاء الجرّ، كقول رؤبة - وقد قيل له: كيف أصبحت -: «خَيْرِ عافاك الله»، وقولهم: «بكم دِزهم اشتريت»، ويقال في القسم: «اللَّهِ لأفعلنَّ».
حذف «أن» الناصبة
هو مطرد في مواضع معروفة، وشاذ في غيرها، نحو: «خُذِ اللص قبل يأخُذَك»، و «مُرْهُ يَحْفرها»، و «لا بُدَّ من تتبعها» وقال به سيبويه في قوله [من الطويل]:
قوله: (أن هداكم) أي بأن هداكم أي بسبب ذلك قوله: (والذي أطمع أن يغفر لي الخ) أي: في أن يغفر لي وفي أن يدخلنا قوله: (وجاء في غيرهما) أي: وجاء حذف الجار مع غير أن وإن قوله: (أولياءه) نصب بنزع الخافض. قوله: (كقول رؤبة الخ) صرح ابن مالك بجواز حذف الجار قياساً في مثل قولك زيد جواباً لمن قال لك بمن مررت قال وهذا هو الصحيح كقوله عليه الصلاة والسلام أقربهما منك باباً بالجر في جواب قولها إن لي جارين فإلى أيهما أهدي ولقول العرب خير بالجر لمن قال كيف أصبحت فحذف الباء وأبقى عملها لأن معنى كيف بأي حال فجعلوا معنى الحرف دليلاً عليه فلو لفظ به كانت الدلالة أقوى وجواز الحذف أو لا قال أبو حيان وينبغي أن تثبت في القياس على ذلك اهـ دماميني. قوله: (خير) أي أصبحت على خير. قوله: (بكم درهم) أي: من درهم. قوله: (الله لأفعلن) أي: والله لأفعلن.
حذف أن الناصبة:
قوله: (في مواضع معروفة) هي تسعة مواضع أربعة إضمار أن فيها واجب وخمسة إضمار أن فيها جائز فتضمر وجوباً بعد لام الجحود وبعد حتى وبعد أو التي بمعنى إلا أو بمعنى حتى وتضمر جوازاً بعد لام التعليل وكي التعليلية وبعد فاء السببية وواو المعية في الأجوبة الثمانية وبعد عاطف مسبوق باسم خالص من التأويل بالفعل. قوله: (ولا بد من تتبعها) أي: من أن تتبعها.