السادس: مرادفة «إلى»،
  وليس منه قوله تعالى: {يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ}[الشورى: ١١] خلافاً لزاعمه؛ بل هي للسببية، أي: يكثركم بسبب هذا الجَعْلِ؛ والأظهر قول الزمخشري إنها للظرفية المجازية. قال: جعل هذا التدبير كالمنبع أو المعدن للبث والتَّكْثير مثل: {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ}[البقرة: ١٧٩].
  السادس: مرادفة «إلى»، نحو: {فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ}[إبراهيم: ٩].
  السابع: مرادفة «من»، كقوله [من الطويل]:
  ٢٨٠ - أَلَا عِمْ صَبَاحاً أَيُّهَا الطَّلَلُ الْبَالِي ... وَهَلْ يَعِمَنْ مَنْ كَانَ فِي العُصْرِ الْخَالِي؟
  جمعاً لفاعلة كضاربة أو فاعل صفة لمؤنث كحائض أو لغير عاقل كسابق وسوابق. قوله: (الأباهر) جمع أبهر عرق إذا قطع مات صاحبه. قوله: (والكلى) جمع كلية وهي المسماة بالكلوة. قوله: (وليس منه قوله تعالى) {يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ} وقبله: {جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجًا يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ}[الشورى: ١١] قوله: (خلافاً لزاعمه) أي: إن بعضهم وهو الفراء زعم أن في بمعنى الباء، وقال أن الباء للاستعانة، أي: يكثركم بهذا التدبير الذي هو جعل الأزواج من الأنفس ومن الأنعام، واعترض بأن جعل الباء للاستعانة فيه قلة أدب في حق المولى، والجواب: ان الاستعانة إلصاق معنوي فصح مقابلته لما نحن فيه. قوله: (كالمنبع) أي: كالمنشأ والأصل، فالتدبير الذي هو جعل الأزواج من الأنفس كأنه ظرف للتكثير والضمير في جعل لكم للمخاطبين والأنعام تغليباً. قوله: (للبث) أي: الانتشار والإظهار ويلزمه التكثير. قوله: (مرادفة إلي) أي: في معناها الأصلي وهو انتهاء الغاية. قوله: (في أفواههم) أي: إليها. قوله: (مرادفة من) أي: في الإبتداء. قوله: (ألا عم الخ) ألا أداة استفتاح وعم كلمة تحية تقال عند الصباح، وقوله: في ثلاثة أحوال فهي
٢٧١؛ وخزانة الأدب ٩/ ٤٩٣، ٤٩٤؛ والدرر ٤/ ١٤٩؛ وشرح شواهد المغني ١/ ٤٨٤؛ ولسان العرب ١٥/ ١٦٧ (فيا)؛ ونوادر أبي زيد ص ٨٠؛ وبلا نسبة في الجنى الداني ص ٢٥١؛ وشرح التصريح ٢/ ١٤؛ وهمع الهوامع ٢/ ٣٠).
شرح المفردات: الروع: الخوف ويوم الروع هو: يوم الحرب بصيرون: عارفون. الأباهر: ج الأبهر، وهو عرق في الظهر، إذا انقطع مات صاحبه.
المعنى يقول: لدينا محاربون مجرّبون، يركبون الخيل إذا ما نشبت الحرب، ويخوضون غمارها وهم ماهرون في طعن الأباهر والكلى.
٢٨٠ - التخريج: البيتان لامرئ القيس في (ديوانه ص ٢٧؛ وأدب الكاتب ص ٥١٨؛ وجمهرة اللغة ص ١٣١٥؛ وخزانة الأدب ١/ ٦٢؛ والجنى الداني ص ٢٥٢؛ وجواهر الأدب ص ٢٣٠؛ والدرر ٤/ ١٤٩؛ وشرح شواهد المغني ١/ ٤٨٦؛ وبلا نسبة في الخصائص ٢/ ٣١٣؛ ورصف المباني ص ٣٩١؛ وشرح الأشموني ٢/ ٢٩٢؛ ولسان العرب ١٥/ ١٦٨ (فيا)؛ وهمع الهوامع ٢/ ٣٠).
اللغة: الطلل: ما بقي من آثار الديار البالي: الفاني. يعمن يقول لها انعمي ولْيَطِب عيشك. العصر الخالي الزمن الماضي. أحدث عهده أقربه. الأحوال: جمع الحول وهو السنة. =