مسألة - من الغريب أن «أل» تأتي للاستفهام
  والبطن، والمانعون يقدّرون: هي المأوى له، والوجه منه، والظهر والبطن منه [في الأمثلة]؛ وقيد ابن مالك الجواز بغير الصلة. وقال الزمخشري في {وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا}[البقرة: ٣١]: إن الأصل أسماء المسميات، وقال أبو شامة في قوله [من الطويل]:
  ٧٤ - بَدَأتُ بِبِسْمِ اللَّهِ فِي النَّظْمِ أَوْلا ... [تَبارك رحمانا رحيما وموئلا]
  إن الأصل: في نظمي، فجوَّزًا نيابَتَها عن الظَّاهِرِ وعن ضمير الحاضر، والمعروف من كلامهم إنما هو التَّمثيلُ بضمير الغائب.
  مسألة - من الغريب أن «أل» تأتي للاستفهام، وذلك في حكاية قُطْرُب «أل فَعَلْتَ؟» بمعنى هل فَعَلْتَ، وهو من إبدال الخفيف ثقيلاً كما في الآل عند سيبويه، ولكن ذلك سهل، لأنه جعل وسيلة إلى الألف التي هي أخف الحروف.
  في الأصل بدل بعض ولكن أجريا هنا مجرى التأكيد بكل من جهة أن الغرض الإحاطة والشمول إذ ليس المراد الظهر والبطن بالخصوص، بل المراد ضرر كله وكلا الأمرين لا بد له من رابط إذ لا يستعمل بدونه بدل البعض ولا للتأكيد بكل فيكون الأصل ضرب زيد من ظهره وبطنه وقد سمع الظهر والبطن بالنصب وهو على انتزاع الخافض.
  قوله: (والمانعون يقدرون) أي: فأل حينئذ ليست نائبة عن شيء. قوله: (الجواز) أي: جواز نيابة أل عن الضمير. قوله: (بغير الصلة) أي: فخرج نحو الذي ضربت الظهر والبطن وضربت الغلام قوله: (إن الأصل أسماء المسميات) إنما احتاج إلى اعتبار هذا الحذف ليتحقق مرجع الضمير من عرضهم وينتظم مع أنبئوني بأسماء هؤلاء. قوله: (في قوله) أي الشاطبي قوله: (فجوز نيابتها عن الظاهر وعن ضمير الحاضر) هذا على التوزيع فإنهما لم يجتمعا على كل واحد من الأمرين اهـ. دماميني. قوله: (والمعروف من كلامهم) أي: النحاة القائلين بنيابة أل عن المضاف إليه. قوله: (بضمير الغائب) أي لا عن الظاهر كما فعله الزمخشري ولا عن ضمير الحاضر كما فعل أبو شامة. قوله: (بضمير الغائب) أي: بما تكون فيه نائبة عن المضاف إليه إذا كان ضمير الغائب. قوله: (تأتي للاستفهام) لكنها ليست أصلية وإنما هي كأم المعرفة قوله: (وذلك في حكاية قطرب) وفي نسخة في حكاية ثعلب ولعلهما ناقلان لهذه اللغة عن العرب. قوله: (بمعنى هل فعلت) أي: فأبدل الهاء همزة قوله: (وهو من إبدال الخفيف) الذي هو الهاء ثقيلاً أي الهمزة إذ الهمزة ثقيلة بالنسبة إليها وإن كان كل من الجوف. قوله: (كما في الآل) أي: كما في إبدال الهمزة من الهاء في الآل. قوله: (لكن ذلك) أي: الإبدال الواقع في آل قوله: (إلى الألف التي أخف الحروف) وذلك لأن الهاء
٧٤ - التخريج: البيت مطلع القصيدة الشاطبية في القراءات السبع، للشاطبي قاسم بن منيرة.