حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

الثاني: انقسامها - بحسب قصدها لذاتها وللتوطئة بها

صفحة 38 - الجزء 3

  الثالثة: التي دلَّ عاملها على تجدد صاحبها، نحو: {وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا}⁣[النساء: ٢٨]، ونحو: «خَلَقَ اللَّهُ الزَّرافَةَ يَدَيْهَا أَطْوَلَ مِنْ رِجْلَيْهَا» الحالُ «أطول»، و «يديها»: بدل بعض، قال ابن مالك بدر الدين ومنه {وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا}⁣[الأنعام: ١١٤] وهذا سهو منه لأن «الكتاب» قديم.

  وتقع الملازمة في غير ذلك بالسماع، ومنه: {قَائِمًا بِالْقِسْطِ}⁣[آل عمران: ١٨] إذا أعرب حالاً، وقولُ جماعة إنها مؤكّدة وهم، لأن معناها غير مستفاد مما قبلها.

  الثاني: انقسامها - بحَسَب قَصْدِهَا لذاتها وللتَّوْطئة بها - إلى قسمين: مَقْصُودة وهو الغالب، ومُوَطَّئة وهي الجامدة الموصوفة، نحو: {فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا}⁣[مريم: ١٧]، فإنما ذكر «بشراً» توطئة لذكر «سويا»، وتقول: «جاءني زيد رَجُلاً مُحْسِناً».

  الثالث: انقسامها - بحسب الزمان - إلى ثلاثة مُقارنة وهو الغالب، نحو: {وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا}⁣[هود: ٧٢]، ومُقَدَّرة، وهي المستقبلة كـ «مررتُ برجُلٍ مَعَهُ صَقْرٌ


  القرآن مصدقاً ومكذباً بالنظر لذاته، وإن اتفق أنه هنا لا يكون إلا مصدقاً لما معهم وهو التوراة والنسخ ليس تكذيباً، والمصنف لم ينظر لتمام الكلام وهو قوله لما معهم بل نظر لقوله مصدقاً فقط فاعترض قوله: (إذا قيل هو الحق صادقاً فهي مؤكدة) أي: لأن الحق والصادق معناهما واحد وهو المطابق للواقع. قوله: (الزرافة) بضم الزاي وفتحها. قوله: (مفصلاً) حال لازمة أي مبيناً أحكامه. قوله: (لأن الكتاب قديم) أي: فالتفصيل ليس لازماً له وفيه أن المراد بالكتاب المكتوب أعني الألفاظ الحادثة بقرينة أنزل وليس المراد به الصفة القائمة بالمولى فلا اعتراض لأن الألفاظ المنزلة ما فيها من الأحكام مبين. قوله: (بالقسط) أي: العدل قوله: (إذا أعرب حالاً) أي: الضمير في لا إله إلا هو وأجاز الزمخشري الصفة نصبه على المدح أو صفة لإله على المحل بناءً على جواز الاتساع في الفصل بين والموصوف. قوله: (انهما مؤكدة) أي: فتكون لازمة قوله: (لأن معناها غير الخ) أي: لأن القيام بالقسط لا يستفاد من قوله شهد الله ورد بأن الله موصوف بكل كمال، جملة ومن ذلك القيام بالقسط فالقيام بالقسط مستفاد بدونها ويمكن الجواب عن المصنف بأن المراد أنه لا يستفاد معناها مما قبلها بحسب الوضع والمطابقة إذ هو المعتبر في المؤكدة ولا يفهم من لفظ الجلالة وضعاً أنه قائم بالقسط اهـ تقرير شيخنا دردير.

  قوله: (الثاني) أي: من الانقسامات. قوله: (مقصودة) أي: لذاتها وقوله وموطئة أي ممهدة لغيرها. قوله: (فإنما ذكر بشراً) أي: الذي هو حال لذكر سوياً الذي هو صفة لبشراً قوله: (الثالث) أي: من الانقسامات. قوله: (مقارنة) أي: لعاملها في الزمان. قوله: (شيخاً) حال من الخبر والعامل فيه ما في المبتدأ من الإشارة أي وحينئذ فالشيخوخة مقارنة للإشارة إليه. قوله: (ومقدرة) ويقال لها منوية قوله: (معه صقر) خبر مقدم ومبتدأ