حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

مسألة

صفحة 266 - الجزء 3

  ٨٠٥ - وَكُل فتى يتقي فَائِزُ

  فالصفة للمضاف إليه، لأن المضاف إنما جيء به لقصدِ التعميم، لا للحُكْمِ عليه، ولذلك ضعف قوله [من الوافر]:

  وَكُلُّ أَخِ مُفَارِقُهُ أخوهُ ... لَعَمْرُ أَبِيكَ إِلَّا الْفَرْقَدَانِ

  مسألة - نحو: {هُدًى لِلْمُتَّقِينَ ٢ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ}⁣[البقرة: ٢ - ٣] و «مررتُ بالرجل الذي فَعَلَ» يجوز في الموصول أن يكون تابعاً بإضمار أعني أو أمدح أو هو، وعلى التبعية فهو نعت لا بدل إلا إذا تعذر، نحو: {وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ ١ الَّذِي جَمَعَ مَالًا}⁣[الهمزة: ١ - ٢] لأن النكرة لا توصف بالمعرفة.


  مقصود بحكم المضاف وهو التسبيح ومضاف لما بعده وليس المضاف إليه في المثال كذلك اهـ شمني قوله: (وكل أخ) كل مبتدأ وأخ مضاف إليه وجملة مفارقة أخوه خبر وقوله إلا الفرقدان حقه أن يقول إلا الفرقدين بالجر صفة للأخ فإلا اسم بمعنى غير ظهر إعرابها فيما بعدها أي كل أخ موصوف بكونه غير الفرقدين لكنه لاحظ أنه صفة للمضاف وهو كل فرفع ويحتمل أنه أتى على قصر المثنى. قوله: (أن يكون تابعاً) أي: على النعت؛ لأن الموصول صلته مع في قوة المشتق ولا يمنع أن يكون بدلاً. قوله: (فهو نعت لا بدل الخ) قال الدماميني: ينبغي أن ينظر في وجه تعين النعت وامتناع البدل في نحو هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب وفي نحو مررت بالرجل الذي فعل وقد يقال لعله اقتصار على الأقرب للذهن من تعيين السابق لا طرحه وقال: الشمني وجه تعين النعت أن كل موصول فيه الألف واللام فهو موضوع للدلالة على معنى في متبوعه في جميع استعماله كما صرح به الرضى في باب الصفة وسينقله عنه المصنف في الجهة السادسة، فالموصول الذي فيه الألف واللام دائماً صفة لموصوف مذكور أو مقدر، فإذا وجد في نعتاً له اللفظ ما يصلح كونه تعين جعله نعتاً له؛ لأن جعله غير ذلك لا يغني عن جعله نعتاً لاحتياجه دائماً إلى منعوت وجعله نعتاً يغني عن جعله غير ذلك، ولذا لم يذكر الزمخشري ولا أبو البقاء كونه بدلاً، وإن ذكره الشمني حيث قال يحتمل الجر من ثلاثة أوجه أظهرها أنه نعت والثاني أنه بدل والثالث عطف بيان اهـ كلامه.

  قوله: (إذا تعذر) أي: بأن وقع الموصول بعد نكرة والذي في الآية بدل من لمزة لا نعت إذا توصف النكرة بالمعرفة.


٨٠٥ - التخريج هذا شطر ولم نقف له على تتمة ولا قائل.

اللغة: إن كل إنسان عليه أن: نفسه، ويدفع عنها الأذى؛ وكل ما يشينها، وإن فعل فالفوز يحمي حليفه.