حذف الموصوف
  فقيل: يقدَّر مع «اللتَيَّا» فيهما نظيرُ الجملة الشرطية المذكورة؛ وقيل: يقدر اللتيا دقت واللتيا دقت؛ لأن التصغير يقتضي ذلك، وصلة الثالثة الجملة الشرطية، وقيل: يقدر مع «اللتيَّا» فيهما: «عَظُمَتْ»، لا «دقت»، وإنه تصغير تعظيم، كقوله [من الطويل]:
  [وَكُلُّ أُناسٍ سَوْفَ تَدْخُلُ بَيْنَهُمْ] ... دُوَيْهِيَةٌ تَصْفَر مِنها الأنامِلُ
حذف الموصوف
  قوله تعالى: {وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ}[الصافات: ٤٨، ص: ٥٢] أي: حُور قاصرات {وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ ١٠ أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ}[سبا: ١٠ - ١١] أي: دُرُوعاً سابغات، {فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا}[التوبة: ٨٢]، أي: ضحكاً قليلاً وبكاء كثيراً، كذا قيل، وفيه بحث سيأتي، {وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ ٥}[البينة: ٥] أي دين الملة القيمة، {وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ}[يوسف: ١٠٩، والنحل: ٣٠] أي: ولدار الساعة الآخرة، قاله المبرد؛ وقال ابن الشجري: الحياة الآخرة، بدليل {وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ}[آل عمران: ١٨٥؛ والحديد: ٢٠] ومنه {وَحَبَّ الْحَصِيدِ}[ق: ٩] أي حبّ النبت الحصيد، وقال سحيم [من الوافر]:
  قوله: (نظير الخ) أي: فيكون من حذف الصلة لدلالة صلة مثلها مثل:
  وعند الذي واللات عدنك إحنة
  قوله: (المذكورة) أي: إذا علتها قوله: (لأن التصغير يقتضي ذلك) أي: فيكون من حذف الصلة لا لدلالة صلة عليها مثل:
  نحن الأولى فاجمع جموعك ... ثم وجههم إلينا
  قوله: (سيأتي) أي: في الباب السادس والمراد بالبحث كلام أي أن فيه كلاماً سيأتي، وحاصله أن بعضهم نقل عن سيبويه أن قليلاً نصب على الحال من ضمير مصدر الفعل وعليه فالتقدير فليضحكوه أي الضحك في حال كونه قليلاً وليبكوه أي البكاء في حال كونه كثيراً وسيأتي الكلام فيه هناك قوله: (أي دين الملة القيمة) هكذا وقع في غالب النسخ وهو تقدير الزمخشري وجماعة، ومعنى القيمة على هذا المستقيمة المعتدلة وإضافة دين للملة بيانية، وفي بعض النسخ أي دين الأمة القيمة وهو موافق لما روي عن النضر بن شميل أنه قال سألت الخليل عن القيمة فقال القيمة جمع القيم والقيم والقائم واحد ومعناه، وذلك دين القائمين بالتوحيد قوله: (وقال سحيم) هذا هو الصواب وما في نسخة ابن سحيم خلاف الصواب وتمام البيت:
  متى أضع العمامة تعرفوني