النوع التاسع: اشتراطهم لبعض الأسماء أن يوصف، ولبعضها أن لا يوصف
  واعلم أن النظر البَصَرِيَّ يُعَلِّقُ فعلهُ كالنَّظرِ القلبي، قال تعالى: {فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا}[الكهف: ١٩]، وقال سبحانه وتعالى: {انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ}[الإسراء: ٢١].
  ومن ذلك قول الأمين المحلي فيما رأيتُ بخطه: إن الجملة التي بعد الواو من قوله [من السريع]:
  اطلُبْ وَلَا تَضْجَرَ مِنْ مَطْلَبِ ... [فآفة الطَّالِبِ أَنْ يَضجَرَا]
  حالية، وإن «لا» ناهية؛ والصَّوابُ أنَّ الواو للعطف، ثم الأصح أن الفتحة إعراب مثلُها في «لا تأكل السمك وتَشْرَبَ اللبن» لا بناء لأجل نونِ توكيد خفيفة محذوفة.
  النوع التاسع: اشتراطهم لبعض الأسماء أن يُوصَفَ، ولبعضها أن لا يوصف، فمن الأول مجرور «رُبَّ» إذا كان ظاهراً، و «أَيَّ» في النداء، و «الجماء» في قولهم
  قوله: (واعلم ان النظر البصري الخ) قال الدماميني: ساق المصنف الحكم المذكور وهو تعليق النظر البصري مساق الحكم المقرر المعلوم الذي لا خلاف فيه مع أنه قد قال في الباب الثاني من الكتاب ولم أقف على تعليق النظر البصري إلا من جهة الزمخشري اهـ. قال الشمني: أقول كونه لم يقف عليه إلا من جهته لا يعارض كونه جازماً به ولا يقتضي أن غير الزمخشري ينفيه ثم بعد هذا يقال على المصنف أن مقتضى كون النظر البصري يعلق يرد ما تقدم له في كيف في الآية السابقة قريباً تأمل. قوله: (النظر البصري) أي: الذي يتعدى إلى مفعول واحد وقوله: يعلق فعله أي عن العمل في ذلك المفعول.
  قوله: (كالنظر القلبي) أي: كما أن النظر القلبي المتعدي لاثنين يعلق اتفاقاً. قوله: (فلينظر الخ) هذا مثال للنظر البصري، وقوله: انظر كيف الخ مثال للنظر القلبي. قوله: (ومن ذلك) أي من الوهم قوله: (وأن لا ناهية) أي: والفتحة فتحة بناء لأجل نون التوكيد المحذوفة. قوله: (والصواب أن الواو للعطف) أي: ولا نافية لا ناهية، وقوله: أن الواو للعطف أي: لأن الجملة الحالية لا تقع إنشائية. قوله: (ان الفتحة إعراب الخ) أي: فهو منصوب بأن مضمرة بعد واو المعية في جواب الأمر. قوله: (محذوفة) أي: والأصل لا تضجرن فهو مبني على الفتح فحذفت النون لأجل الخفة فبقي الفعل على حاله. قوله: (إذا كان ظاهراً) نحو رب رجل كريم أو رب رجل لقيته. قوله: (وأي النداء) نحو: يا أيها الذين آمنوا. قوله: (الجماء) بالمد والغفير أي: الساتر للأرض لكثرته.
  قوله: (والجماء في قولهم الخ) في الصحاح، يقال جاؤوا جماء غفيراً ممدوداً والجماء الغفير، أي: جاؤوا بجملتهم الشريف والوضيع، ولم يتخلف منهم أحد، والجماء الغفير اسم وليس بفعل إلا أنه ينصب كما تنصب المصادر التي في معناه كقولك: جاؤوني