حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

· (ليس): كلمة دالة على نفي الحال

صفحة 197 - الجزء 2

  إن «لكن» غير عاطفة، والواو عاطفة مفرداً على مفرد؛ الثاني لابن مالك: إن «لكن» غير عاطفة والواو عاطفة لجملة حُذِف بعضها على جملة صُرّح بجميعها، قال: فالتقدير في نحو: «ما قام زيد ولكن عمرو» ولكن قام عمرو، وفي {وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ}⁣[الأحزاب: ٤٠] ولكن كان رسول الله وعلة ذلك أن الواو لا تعطف مفرداً على مفرد مخالف له في الإيجاب والسلب، بخلاف الجملتين المتعاطفتين فيجوز تخالفهما فيه، نحو: «قام زيد ولم يقم عمرو»؛ والثالث لابن عصفور: إن «لكن» عاطفة، والواو زائدة لازمة؛ والرابع لابن كَيْسان: إن «لكن» عاطفة، والواو زائدة غير لازمة.

  وسمع «ما مررت برجل صالح ولكن طالح» بالخفض، فقيل: على العطف، وقيل: بجار مقدر، أي: لكن مررتُ بطالح، وجاز إبقاء عمل الجار بعد حذفه لقوة الدلالة عليه بتقدم ذكره.

  · (لَيْسَ): كلمة دالة على نفي الحال، وتنفي غيره بالقرينة، نحو: «لَيْس خَلَقَ


  قوله: (ان لكن غير عاطفة) بل للاستدراك هذا بناءً على أن شرط عطفها أن تقترن بالواو وكذا القول بعده قوله: (فيجوز تخالفهما فيه) اعترض بأن الواو للتشريك في الحكم عطفت مفرداً أو جملة فكيف يجوز تخالف المتعاطفين في الإيجاب والسلب وقد يقال إن تخالفهما فيما ذكر لا يمنع من التشريك في الحكم، وذلك لأن قولك قام زيد ولم يقم عمرو قد شركت الواو الجملتين في حكم الثبوت فكأنه قيل تحقق مدلول هذه الجملة ومدلول هذه الجملة، ولا ينافي أن أحد المدلولين في ذاته ثبوت والآخر نفي فعلم من أنها لا تعطف متخالفين في الحكم أصلاً وما قلناه من أن عطف الجمل محتو على التشريك هو ما حققه ابن الحاجب وقيل ليس في عطف الجمل فائدة إلا مجرد تحسين اللفظ ورده ابن الحاجب بأنا جازمون بأن قام زيد وقام عمر و مفيد غير ما يفيده قام زيد فقام عمرو، أو ثم قام عمرو فوجب اعتبار الترتيب والمهلة والتشريك في التحقق المفهوم من السياق. قوله: (والثالث الخ) هذا وما بعده مبنيان على قول من يقول ما تستعمل لكن مع المفرد إلا الواو. قوله: (فقيل على العطف) هذا يناسب القول الأول الذي يشترط في العطف بها عدم الاقتران بالعاطف وقوله: وقيل بجار الخ بناسب القول باشتراط قرنها بالواو.

  (ليس) قوله: (على نفي الحال) أي: على مضمون الخبر في غير الحال وهو الماضي والمستقبل عند وجود القرينة الدالة على ذلك وقصد المصنف بهذا الجمع بين القولين المعروفين في ليس وذلك أن سيبويه قال هي للنفي مطلقاً تقوله ليس خلق الله مثله هذا في الماضي، وقال تعالى: {أَلَا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفًا عَنْهُمْ}⁣[هود: ٨] وهذا في المستقبل ومنه البيت، وقال جمهور النحاة أنها لنفي الحال، وحاصل التوفيق أن خبر ليس إذا لم يقيد بزمان حمل نفيه على الحال، وإن قيد بزمان من الأزمنة فهو على ما قيد به. قوله: (نحو ليس