حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

باب إعراب الفعل

صفحة 258 - الجزء 3

باب إعراب الفعل

  مسألة - «ما تأتينا فتحدّثنا» لك رَفعُ «تحدث» على العطف، فيكون شريكاً في النفي؛ أو الاستئناف فيكون مُثبتاً، أي فأنت تحدثنا الآن بدلاً عن ذلك؛ ونصبه بإضمار أن وله معنيان: نفي السَّبب فينتفي المسبب، ونفي الثاني فقط؛ فإن جئت بـ «لَنْ» مكانَ «ما»، فللنصب وجهان إضمار «أن» والعطف، وللرفع وجه وهو القطع؛ وإن جئت بـ «لم» فللنصب وجه وهو إضمار «أن»، وللرفع وجه وهو الاستئناف، ولك الجزم بالعطف؛ فإن قلت: «ما أنتَ آتِ فتحدّثنا» فلا جَزْم ولا رفع بالعطف، لعدم تقدم الفعل، وإنما هو على القطع.

  ***

  مسألة - «هَلْ تأتيني فأكرمك» الرَّفْعُ على وجهين والنصب على الإضمار؛ و «هل زيد أخوك فتكرمه» لا يُرفع على العطف، بل على الاستئناف؛ و «هل لك التفات إليه فتكرمه» الرَّفْع على الاستئناف، والنصب إما على الجواب أو على العطف على


  واسم ذلك الماء السلوان. قوله: (بدلاً من ذلك) أي: عن عدم مجيئك فيما مضى. قوله: (نفي السبب) فالمعنى أنت لم تأتنا فكيف تحدثنا. قوله: (ونفى الثاني فقط) أي: ما تأتينا محدثاً بل غير محدث قوله: (وهو القطع) أي: الاستئناف. قوله: (لعدم تقدم الفعل) المراد بالفعل المجزوم الذي يتبعه تحدث في الجزم والفعل المرفوع الذي يتبعه في الرفع؛ لأن الإعراب بالتبعية يقتضي متبوعاً اشتمل على مثل ذلك الإعراب اهـ شمني. قوله: (وإنما هو على القطع) أي: ويجوز النصب بإضمار أن قوله: (الرفع على وجهين) هما العطف على تأتيني والاستئناف.

  قوله: (لا يرفع على العطف) لا يظهر أن هنا مانعاً غير تخالف الجملتين بالاسمية والفعلية وليس بمانع على الصحيح وأما من جهة المعنى فلا منع إذ يمكن الاستفهام عن أخوة زيد وعن إكرامه الواقع بعد ثبوت الأخوة قوله: (بل على الاستئناف) وسكت عن نصبه على إضمار أن والظاهر أن سكوته عنه لجوازه. قوله: (الرفع على الاستئناف) وأما الرفع على العطف فمنعه معلوم مما. قبله وفيه ما مر. قوله: (أو على العطف على التفات) أي: فهو من باب.

  ولبس عباءة وتقر عيني