· (عند): اسم للحضور الحسي
  وذكر ابن مالك في شرح العمدة أن الفعل قد يُجْزَم بعد «لعلّ» عند سقوط الفاء، وأنشد [من الطويل]:
  ٢٥٧ - لَعَلَّ التفاتاً مِنْكَ نَحْوِي مُقَدَّرُ ... يَمِلْ بِكَ مِنْ بَعْدِ الْقَسَاوَةِ للرَّحْم
  وهو غريب.
  · (عند): اسم للحضور الحسي، نحو: {فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ}[النمل: ٤٠]، والمعنوي، نحو: {قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ}[النمل: ٤٠]، وللقرب كذلك نحو: {عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى ١٤ عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى ١٥}[النجم: ١٤ - ١٥]، ونحو: {وَإِنَّهُمْ عِنْدَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيَارِ ٤٧}[ص: ٤٧]؛ وكَسْرُ فائها أكثَرُ من ضمها وفتحها، ولا تقع إلا ظرفاً أو مجرورة بـ «من»؛ وقول العامة: «ذهبت إلى عِنْدِهِ» لحن، وقول بعض
  قوله: (وذكر ابن مالك) أي: ولكن الجزم حينئذ قليل في لغة العرب بخلاف غيره من الأجوبة الثمانية فإنه شائع. قوله: (في شرح العمدة) العمدة لابن مالك أيضاً. قوله: (أن الفعل) أي: المضارع قوله: (عند سقوط الفاء) أي: لأنه إذا سقطت الفاء من الأجوبة الثمانية وقصد الجزاء جزم الفعل قوله: (وأنشد) أي: شاهداً على ذلك.
  (عند) قوله: (اسم للحضور الحسي) أي: المكان الحضور المدرك بحاسة البصر. قوله: (فلما رآه مستقراً عنده) أي: في مكان بحذائه أي: فلما رأى سليمان العرش مستقراً في مكان بحذائه فاستقرار العرش في المكان الذي بحذائه وحضوره فيه يدرك بالحاسة. قوله: (والمعنوي) أي: والحضور المعتدي، فإن حضور العلم من الكتاب عند هذا القائل ليس أمراً حسياً يدرك بالحاسة، بل أمر معنوي وذلك القائل آصف هو بن برخيا وزيره أو الخضر أو جبريل أو مالك أيده الله. به قوله: (وللقرب كذلك) أي: ولمكان القرب كذلك، أي حسياً أو معنوياً، والفرق بين الحضور الحسي والقرب الحسي أن مكان الحضور ما كان بلصقك وأما مكان القرب للحسي فهو ما كان قريباً منك وغير ملاصق لك. قوله: (عند سدرة المنتهى عندها جنة المأوى) كلاهما مثال للقرب الحسي إذ قرب النزلة الأخرى من سدرة المنتهي وقرب السدرة من الجنة كلاهما من الأمور التي تدرك بالحس. قوله: (وإنهم عندنا) هذا مثال للقرب المعنوي والمراد به علو القدر لاستحالة القرب الحسي بالنسبة لله لأنه منزه عن الكون في مكان. قوله: (وكسر فائها) أي: فاء عند والمراد بفائها عينها قوله: (أكثر من ضمها وفتحها) هذا يشعر بأن كلا من الضم والفتح كثير وفي التسهيل وربما فتحت عينها، أو ضمت فأشعر كلامه بالقلة. قوله: (ولا تقع إلا ظرفاً) أي: منصوباً على الظرفية نحو جلست عندك قوله: (أو مجرورة بمن) فهي من
٢٥٧ - التخريج: البيت بلا نسبة في (شرح شواهد المغني ١/ ٤٥٤؛ وشرح عمدة الحافظ ص ٣٤٧).