والثالث: أن تكون حرفا مصدريا بمنزلة «أن» إلا أنها لا تنصب
  فرضه الآن أو فيما مضى، فهي الامتناعية.
  والثالث: أن تكون حرفاً مصدريّاً بمنزلة «أنْ» إلا أنها لا تنصب، وأكثر وقوع هذه بعد «وَدَّ» أو «يَوَدُّ»، نحو: {وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ}[القلم: ٩]، {يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ}[البقرة: ٩٦]. ومن وقوعها بدونهما قولُ قُتَيْلَةَ [من الكامل]:
  ٤٢١ - مَا كَانَ ضَرَّكَ لَوْ مَنَنْتَ، وَرُبَّما ... مَنَّ الْفَتَى وَهُوَ الْمَغِيظ المُحْنَقُ
  وقول الأعشى [من البسيط]:
  ٤٢٢ - وَرُبَّما فَاتَ قَوْماً جُلْ أَمْرِهِمْ ... مِنَ التَّأَنِّي، وَكَانَ الْحَزْمُ لَوْ عَجِلُوا
  {أَنْ لَوْ نَشَاءُ أَصَبْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ}[الأعراف: ١٠٠] وفي قول كعب ما لو يسمع الفيل قصد فرضه الآن أو فيما مضى، فلذا كانت لو فيها امتناعية. قوله: (بعد ود ويود) أي: ونحوهما كتمنى ويتمنى. قوله: (قتيلة) بالتصغير أوله قاف فمثناه فوقية بنت النضر بن الحرث كان يقرأ على العرب أخبار العجم ويقول محمد يأتيكم بأخبار عاد وثمود وأنا آتيكم بأخبار الأكاسرة والقياصرة فقتله النبي ﷺ بعد انصرافه من بدر صبراً بالصفراء وقال لا تقتل قريش أحداً بعد هذا صبراً والقتل صبراً أن يحبس الشخص حتى يموت وقبل هذا البيت:
  أمحمد وأنت نجل نجيبة ... من قومها والفحل فحل معرقُ
  لو كنت قابل فدية فلنأتين ... بأعز مايغلو لديك وينفقُ
  فالنضر أقرب من أصبت وسيلة ... وأحقهم إن كان عتق يعتقُ
  ما كان ضرك الخ فقال ﷺ ولو سمعتها تقول هذا قبل ان أقتله ما قتلته والمغيظ بفتح الميم والمحنق: بضمها وبحاء مهملة بمعنى ما قبله قوله (وربما فات الخ) قبله:
  قد يدرك المتأني بعض حاجته ... وقد يكون مع المستعجل الزلل
٤٢١ - التخريج: البيت لقتيلة بنت النضر (أو أخته) في (الأغاني ١/ ٣٠؛ وحماسة البحتري ص ٢٧٦؛ والجنى الداني ص ٢٨٨؛ وخزانة الأدب ١١/ ٢٣٩؛ والدرر ١/ ٢٥٠؛ وشرح الأشموني ٣/ ٥٩٨؛ وشرح التصريح ٢/ ٢٥٤؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص ٩٦٦ وشرح شواهد المغني ٢/ ٤٦٨؛ ولسان العرب ٧/ ٤٥٠ (غيظ)، ١٠/ ٧٠ (حنق)؛ والمقاصد النحوية ٤/ ٤٧١؛ وبلا نسبة في أوضح المسالك ٤/ ٣٢٣؛ وتذكرة النحاة ص ٤٨؛ وهمع الهوامع ١/ ٨١).
شرح المفردات: ضرّك: عاد عليك بالضرّ. منّ أنعم، المغيظ: مثير الحنق والغضب.
٤٢٢ - التخريج: البيت للأعشى في (شرح الأشموني ٣/ ٥٩٨؛ وللقطامي في شرح شواهد المغني ٢/ ٦٥٠؛ ولم أجده في ديواني الشاعرين).
اللغة: فات: سبق. التأني: التثبت والمهلة.
المعنى: إن التمهل فيه مضيعة للوقت وخسارة للفرص، والأولى بالإنسان العجلة لتدارك أموره.