وهنا مسائل
  ألفاً ثم الألف همزةً ساكنة.
  المسألة الرابعة: جواب «لو» إما مضارع منفي بـ «لم» نحو: «لو لم يخف الله لم يَعْصِهِ»، أو ماضٍ مُثْبَت، أو منفي بـ «ما»، والغالب على المثبت دخول اللام عليه، نحو: {لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا}[الواقعة: ٦٥]، ومن تَجرُّده مِنها {لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا}[الواقعة: ٧٠]، والغالب على المنفي تجرده منها، نحو: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ}[الأنعام: ١١٢]، ومن اقترانه بها قوله [من الوافر]:
  ٤٣٨ - ولَوْ نُعْطَى الْخِيَارَ لَمَا افْتَرَقْنَا ... وَلكِنْ لا خِيَارَ مَعَ اللَّيالي
  ونظيره في الشذوذ اقتران جواب القسم المنفي بـ «ما» بها، كقوله [من الطويل]:
  ٤٣٩ - أما وَالَّذِي لَوْ شَاءَ لَمْ يَخْلُقِ النَّوَى، ... لَئِنْ غِبْتَ عَنْ عَيْنِي لَمَا غِبْتَ عَنْ قَلْبِي
  قوله: (والغالب على المنفي) أي: المنفي بما وهو الماضي؛ لأن الكلام فيه وأما المضارع المنفي فلا تدخل عليه اللام أصلاً قوله: (تجرده منها) أي: من اللام. قوله: (ومن اقترانه) أي: بناءً على الشاذ وهو اقتران المنفي بها. قوله: (كقوله أما والذي الخ) الشاهد في قوله لما غبت الخ، فاللام في قوله لئن غبت موطئة للقسم وقوله: لما غبت جواب القسم؛ لأنه المتقدم على الشرط ولا جواب للشرط، فإن قلت إنا لا نسلم أن اللام في قوله لئن الخ موطئة بل جملة الشرط وجوابه وهي قوله لئن غبت عن عيني لما غبت جواب القسم وهو قوله: والذي فاللام في قوله لما غبت إنما هي في جواب الشرط لا في جواب القسم فهو ليس شاذاً وأجيب بأن جواب القسم وهو قوله والذي محذوف أي: لما فارقتك ثم أقسم ثانياً بقوله لئن غبت أي: والله لئن غبت الخ، وقوله: أما والذي الخ بعده:
  يوهمنيك الشوق حتى كأنما ... أناجيك من قرب وإن لم تكن قربي
٤٣٨ - التخريج: البيت بلا نسبة في (أوضح المسالك ٤/ ٢٣١؛ وخزانة الأدب ٤/ ١٤٥، ١٠/ ٨٢؛ والدرر ٥/ ١٠١؛ وشرح الأشموني ٣/ ٦٠٤؛ وشرح التصريح ٢/ ٢٦٠؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٦٦٥؛ وهمع الهوامع ٢/ ٦٦).
المعنى: يقول: لو كان الأمر بإرادتنا لما افترقنا أبداً، ولكن الأمر مرهون إلى الليالي التي تتحكم بمصيرنا وتسيّرنا كما تريد لا كما نختار نحن.
٤٣٩ - التخريج: البيت لمسعود بن بشر (في أمالي القالي ٢/ ١٩٦؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٦٦٦؛ وبلا نسبة في الدرر ٤/ ٢٣٠؛ وهمع الهوامع ٢/ ٤٢).
اللغة: النوى: الفراق والبعاد.
المعنى: أقسم بالله، الذي جعل الأقدار، ما فارقتك طائعاً، وإن غاب حضورك عني فطيفك يلازمني في يقظتي ونومي.