· (لن): حرف نصب ونفي واستقبال
  ٤٦١ - لَمَّا رَأَيْتُ أَبَا يَزيدَ مُقَاتِلاً ... أَدَعَ الْقِتَالَ وَأَشْهَدَ الْهَيْجَاءَ
  وهو لغز، يقال فيه: أين جواب «لما»؟ انتصب أدع؟ وجواب الأول أن وبم الأصل «لَنْ» ثم أُدْعِمت النون في الميم للتقارب، ووُصِلا خطًا للإلغاز، وإنما حقهما أن يكتبا منفصلين، ونظيره في الإلغاز قوله [من الخفيف]:
  ٤٦٢ - عَافَتِ الْمَاءَ فِي الشَّتَاءِ، فَقُلْنَا ... بَرِّديهِ تُصادفيهِ سَخِينا
  فيقال: كيفَ يكونُ التَّبريد سبباً لمصادفته سخيناً؟ وجوابه أن الأصل «بَلْ رِديهِ» ثم كتب على لفظه للإلغاز وعن الثاني أن انتصابه بـ «لَنْ» و «ما» الظرفية وصلتها ظرف له فاصل بينه وبين «لَنْ» للضرورة؛ فيسأل حينئذ: كيف يجتمع قوله: «لن أدع القتال» مع قوله: «لن أشهد الهيجاء»؟ فيجاب بأن «أشهد» ليس معطوفاً على «أدع»، بل نصبه بـ «أن» مضمرة و «أن» والفعل عطف على القتال، أي: لن أدع القتال وشُهُودَ الهيجاء على حد قول مَيْسُون [من الوافر]:
  وَلُبْسُ عَباءَة وَتَقَرَّ عَيْنِي ... [أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ لُبْس الشَّفُوفِ]
  ***
  · (لن): حرف نصب ونفي واستقبال، وليس أصله وأصل «لم» «لا»، فأبدلت الألف نوناً في «لن» وميماً في «لم» خلافاً للفراء؛ لأن المعروف إنما هو إبدال النون ألفاً لا العكس، نحو: {لَنَسْفَعًا}[العلق: ١٥] و {لِيَكُونَا}[يوسف: ٣٢]؛ ولا أصل
  قوله: (لن أدع القتال وشهود الهيجاء) أي: لن أدع القتال ولن أدع شهود الهيجاء. (لن) قوله: (لأن المعروف الخ) فيه أن هذا الدليل أخص من المدعي؛ لأنه إنما يظهر في لن لا فيها وفي لم ويمكن الجواب بأنه إذا كان لا تقلب الألف نوناً كما تقلب النون الفاً فلا تقلب الألف ميماً من باب أولى اهـ تقرير دردير قوله: (لنسفها الخ) أي: فيقال لنسفعا وليكونا.
٤٦١ - التخريج البيت بلا نسبة في (الأشباه والنظائر ٢/ ٢٣٣؛ والخصائص ٢/ ٤١١؛ وشرح الأشموني ٣/ ٥٥٢؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٦٨٣).
اللغة: أدع: أترك.
المعنى: لن أتخلى عن الحرب والنزال ما دام أبو يزيد مقاتلاً.
٤٦٢ - التخريج: البيت بلا نسبة في (لسان العرب ٣/ ٨٢ (برد)؛ وتاج العروس ٧/ ٤٢٨ (برد)).
اللغة: برديه: من بل رديه صادفه قابله عن غير قصد. سخيناً: معتدلاً.
المعنى: كرهت الماء، وتركته شتاءً، خوفاً من برودته فقلنا لها أخطأت، اقصدي مورده تريه معتدلاً.