حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

هل يتعلقان بأحرف المعاني

صفحة 522 - الجزء 2

  نحو: {فَنِعِمَّا هِيَ}⁣[البقرة: ٢٧١] إن الظرف متعلق بـ «نعم»؛ وزعم ابن مالك أنها موصولة فاعل، وأن «هو» مبتدأ خبره «هو» أخرى مقدرة على حد:

  «شِعْري شعري»

  وإن الظرف متعلّق بـ «هو» المحذوفة لتضمنها معنى الفعل، أي: ونعم الذي هو باق على وده في سرِّهِ وإعلانه، وإن المخصوص محذوف، أي: بشر بن مروان، وعندي أن يقدّر المخصوص «هو»، لتقدم ذكر «بشر» في البيت قبله، وهو [من البسيط]:

  ٦٨٢ - وَكَيْفَ أَرْهَبُ أَمْراً أَو أُرَاعُ بِهِ ... وَقَدْ زَكَأْتُ إِلَى بِشْرِ بْنِ مَرْوَانِ؟

  فيبقى التقدير حينئذ: هو هو هو.

هل يتعلقان بأحْرُفِ المعاني؟

  المشهور مَنْعُ ذلك مطلقاً، وقيل بجوازه مطلقاً، وفَصَّل بعضُهم فقال: إن كان نائباً. عن فعل حُذِفَ، جاز ذلك على طريق النيابة لا الأصالة، وإلا فلا، وهو قول أبي


  مخصوص بالمدح. قوله: (وإن الظرف متعلق بنعم) هذا هو محل الشاهد. قوله: (وزعم ابن مالك) هذا الكلام لا تعلق له بما هنا وإنما ذكر لتتميم الكلام المتعلق بالبيت. قوله: (على حد) أي: فيكون بعد التقدير على حد شعري شعري أي إن شعري الآن هو شعري المعروف في زمن الصبا أي لم يتغير عن حاله، وكذلك قولك نعم هو هو أي إن بشراً المشهور الآن هو بشر المعروف سابقاً أي إنه باقٍ على حاله لم يتغير. قوله: (من هو هو) هو مبتدأ وهو الثانية خبر وهو الثالثة هو المخصوص بالمدح وعلى تقدير أن المخصوص هو بعد خبر يقدر له مبتدأ هو رابعة.

هل يتعلقان بأحرف المعاني

  أي: هذا مبحث جواب هل يتعلقان الخ، وقوله المعاني أي الحروف التي وضعت لمعان كان حقها يدل عليها بالفعل واحترز عن حروف المباني كزاي زيد ويائه. قوله: (منع ذلك مطلقاً) أي: سواء كان الحرف نائباً. عن فعل حذف أو كان غير نائب عن فعل. قوله: (وقيل بجوازه مطلقاً) أي: لما أيها من معنى الفعل وقوله منع مطلقاً أي لعدم


٦٨٢ - التخريج: البيت بلا نسبة في (لسان العرب ١/ ٩١ (زكأ)؛ وجمهرة اللغة ص ١٠٣٨؛ وتاج العروس ١/ ٢٥٨ (زكأ)).

اللغة: أرهب: أخاف. أراع: أخوِّفُ. زكا التجأ واستند إلى ..

المعنى: يقول الشاعر: كيف يمكن لأي أمر عظيم أن يخوفني وكيف لي أن أخاف وأهاب شيئاً وأنا في ظل وحماية بشر بن مروان.